العلمي تعبيرا عن
مجرّد إضافة عددية إلى العلماء الذين سبقوه ، وإنّما كان منطلق رحلة جديدة من
تطوّر الفكر الفقهي والأصولي في الإطار الشيعي ، وبالرغم من أنّ طاقات علمية
تدريجية ـ مهّدت لهذا المنطلق ـ اندمجت فيه ، من قبيل العطاءات العلمية التي
تعاقبت من ابن أبي عقيل ، وابن الجنيد ، والشيخ المفيد ، والسيد المرتضى قدّس
اللّه أرواحهم ، فإنّ نبوغ الشيخ الطوسي هو الذي استطاع أن يصبّ كلّ تلك الطاقات
في بناء علمي واحد ، ويضيف إليها من عطائه وإبداعه ما هيّأ للعلم أسباب الانتقال
إلى مرحلة جديدة من مراحل النموّ والتطوّر» .
ملامح المدرسة :
١ ـ أولى هذه الملامح : أن الفقه خرج في
هذا الدور عن الاقتصار على استعراض نصوص الكتاب ، وما صح من السنّة ، إلى معالجة
النصوص ، واستخدام الأصول والقواعد.
وفي هذه المرحلة انقلبت عملية
(الاستنباط) إلى صناعة علمية لها اصولها وقواعدها ، وانفصل البحث الأصولي عن البحث
الفقهي وأفرد بدراسات ومطالعات خاصة ، وقام البحث الفقهي على نتائج هذه الدراسات
__________________