إسمه مع جلادي الشعوب ، وقتلة أولاد الأنبياء.
قال الاصفهاني في مقاتل الطالبيين : ان أم الحسين صاحب فخ هي زينب بنت عبداللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، قتل المنصور أباها وأخاها وعمومتها وزوجها علي بن الحسن ، ثم قتل الهادي حفيد المنصور ابنها الحسين ، وكانت تلبس المسوح على جسدها ، لا تجعل بينها وبينه شيئا ، حتى لحقت باللّه عز وجل (١).
الرشيد : تولى الرشيد الحكم بعد أخيه الهادي سنة ١٧٠ ، ومات سنة ١٩٣ هـ. ولم يشتهر أحد من العباسيين شهرة الرشيد وابنه المأمون ، فلقد كانا من أعظم ملوك العالم شأنا ، وأسماهم مكانة ، ولم يبزّهما عباسي ولا أموي في تشجيع العلوم والآداب ، ولعبت قصص ألف ليلة وليلة دورا كبيرا في شهرة هارون الرشيد ، وألبسته أساطيرها ثوبا فضفاضا من العظمة والجلال ، أما شهرته في إدارة الملك وما إليها من بناء المساجد والمدارس والمستشفيات والمنازل والقناطر والطرق المعبدة وشبكة الجداول ، فلم تُعرف لغيره مثلها.
قال حميد بن قحطبة الطائي الطوسي : طلبني الرشيد في بعض الليل ، وقال لي فيما قال : خذ هذا السيف ، وامتثل ما يأمرك به الخادم. فجاء بي الخادم إلى دار مغلقة ، ففتحها ، وإذا فيها ثلاثة بيوت وبئر ، ففتح البيت الأول ، وأخرج منه عشرين نفسا عليهم الشعور والذوائب ، وفيهم الشيوخ والكهول والشبان ،
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٣٦٤.