٣ ـ مدرسة قم والري
يبتدئ هذا العصر من الغيبة الكبرى ، (سنة / ٣٢٩ هـ) إلى النصف الأول من القرن الخامس.
في هذه الفترة انتقلت حركة التدريس والكتابة ، والبحث إلى مدينتي (قم والري) وظهر فيهما شيوخ كبار من اساتذة الفقه كان لهم أكبر الأثر في تطوير (الفقه الشيعي) فقد كانت (قم) منذ أيام الأئمة عليهمالسلام حصنا من حصون الشيعة ، وموضع عناية خاصة من أهل البيت عليهمالسلام.
وكانت (الري) في هذا التاريخ بلدة عامرة بالمدارس والمكاتب وحافلة بالعلماء والفقهاء والمحدثين (١).
وقد كان أحد أسباب انتقال مدرسة أهل البيت من العراق إلى ايران هو الضغط الشديد الذي كان يلاقيه فقهاء الشيعة وعلماؤهم من قبل العباسيين ، ومن قبلهم الأمويين لاسيّما في زمان السفّاك الحجاج بن يوسف الثقفي ، فقد كانوا يطاردون من يظهر باسم الشيعة بمختلف ألوان الأذى والتهمة. فالتجأ فقهاء الشيعة وعلماؤها إلى قم والري ، ووجدوا في هاتين البلدتين ركنا آمنا يطمئنون إليه لنشر فقه أهل البيت عليهمالسلام وحديثهم.
وكانت (قم والري) بعد (سنة / ٣٣٤ هـ) تحت حكومة سلاطين آل بويه ، وعرف آل بويه في التاريخ بنزعتهم الشيعية وولائهم لأهل البيت عليهمالسلام.
__________________
(١) مجالس المؤمنين : ٩٢ ـ ٩٣.