التنزيلية لأنّ
لسان جعلها هو تنزيل المشكوك منزلة الواقع فمثلا قول الإمام عليهالسلام ـ في مقام جعل
قاعدة التجاوز أو الفراغ ـ بناء على اتحادهما ـ « بلى قد ركعت » ـ حينما سئل عن رجل أهوى إلى السجود فلم يدر أركع أم لا؟ فقوله : « بلى قد
ركعت » تنزيل للمشكوك ـ وهو وقوع الركوع ـ منزلة الواقع وأنه قد ركع تعبّدا
وتنزيلا.
وكذلك قول الإمام عليهالسلام في مقام جعل
الاستصحاب في مورد الشك في انتقاض الوضوء بعد اليقين به « فإنّه على يقين من وضوئه
» ، فإنه نزّل الوضوء المشكوك منزلة الوضوء المتيقّن.
إذن الأصول
العملية التنزيلية هي ما كان لسان جعلها تنزيل المشكوك منزلة المتيقّن.
اجتماع الحكم الواقعي والظاهري
:
قلنا في بحث
التضاد بين الأحكام التكليفيّة إنّ العلاقة بين هذه الأحكام هي علاقة التضاد ،
فلذلك يستحيل اجتماع حكمين متغايرين من هذه الأحكام على موضوع واحد ، وذلك
لاستحالة اجتماع الضدّين ، وقلنا أيضا باستحالة اجتماع حكمين متسانخين على موضوع
واحد كاجتماع وجوبين على فعل واحد ، وذلك لاستحالة اجتماع المثلين ، ومن هنا نواجه
مشكلة في كيفيّة الجمع بين الحكم الواقعي والحكم الظاهري ، إذ أنّ كلا
__________________