فمن كلام ابن عربي في الفتوحات المكيّة : فسبحان من أظهر الأشياء وهو عينها (١).
وفي الفصّ الهوديّ من فصوص الحكم : وما خلق تراه العين إلاّ عينه حق.
وقال القيصري في شرحه : أي ليس خلق في الوجود تشاهده العين إلا وعينه وذاته عين الحقّ الظاهر في تلك الصورة ، فالحقّ هو المشهود ، والخلق موهوم ، لذلك يسمّى به ، فإنّ الخلق في اللغة الإفك والتقدير (٢).
وقال ابن عربي في الفصّ اليعقوبيّ : إنّ الممكنات على أصلها من العدم ، وليس وجود إلاّ وجود الحقّ بصور أحوال ما هي عليه الممكنات في أنفسها وأعينها ، فقد علمت من يلتذ ومن يتألم.
وقال القيصري في شرحه : ليس وجود في الخارج إلاّ وجود الحق متلبسا بصور أحوال الممكنات ، فلا يلتذّ بتجلياته إلاّ الحق ، ولا يتألّم منها سواه (٣).
وقال ابن عربي في الفص الهاروني : وكان موسى أعلم بالأمر من هارون ، لأنّه علم ما عبده أصحاب العجل.
وقال القيصري في شرحه : أي علم موسى ما الذي عبده أصحاب العجل في الحقيقة.
وقال ابن عربي أيضا : لعلمه بأنّ الله قضى أن لا يعبدوا إلاّ إيّاه. كما قال : ( وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ) (٤). وما حكم الله بشيء إلاّ وقع ، فكان عتب موسى أخاه هارون لما وقع الأمر في إنكاره وعدم اتّساعه.
وقال القيصريّ : أي كان عتب موسى أخاه هارون لأجل إنكاره عبادة العجل وعدم اتّساع قلبه لذلك.
وقال ابن عربي أيضا : فإنّ العارف من يرى الحقّ في كلّ شيء بل يراه عين كلّ
__________________
(١) الفتوحات المكّيّة ٢ : ٦٠٤.
(٢) شرح الفصوص ٢ : ١٤.
(٣) شرح الفصوص ١ : ٤٤٨.
(٤) الإسراء ٢٣.