المصنوع فيه ، ولتحوّل دليلا بعد أن كان مدلولا عليه ... (١).
وعن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث : وكلّ ما وقع في الوهم فهو بخلافه (٢).
وعن موسى بن جعفر عليهماالسلام ـ في حديث ـ : ليس بينه وبين خلقه حجاب غير خلقه ، احتجب بغير حجاب محجوب ، واستتر بغير ستر مستور ، لا إله إلاّ هو الكبير المتعال (٣).
وفي نهج البلاغة عن نوف البكاليّ قال : خطبنا أمير المؤمنين عليهالسلام بهذه الخطبة : الحمد لله الذي إليه مصائر الخلق وعواقب الأمر ... بل ظهر للعقول بما أرانا من علامات التدبير المتقن والقضاء المبرم ... والحمد لله الكائن قبل أن يكون كرسيّ أو عرش ، أو سماء أو أرض ، أو جانّ أو إنس ، لا يدرك بوهم ، ولا يقدّر بفهم ، ولا يشغله سائل ، ولا ينقصه نائل ، ولا ينظر بعين ، ولا يحدّ بأين ، ولا يوصف بالأزواج ، ولا يخلق بعلاج ، ولا يدرك بالحواسّ ، ولا يقاس بالناس ... فإنّما يدرك بالصفات ذوو الهيئات والأدوات ، ومن ينقضي إذا بلغ أمد حدّه بالفناء. فلا إله إلاّ هو ، أضاء بنوره كلّ ظلام ، وأظلم بظلمته كلّ نور (٤).
وفي العيون عن الرضا عليهالسلام ـ في حديث ـ : قال السائل : رحمك الله ، فأوجدني كيف هو وأين هو؟ قال : ويلك ، إنّ الذي ذهبت إليه غلط ، هو أيّن الأين ، وكان ولا أين ، وهو كيّف الكيف ، وكان ولا كيف ، فلا يعرف بكيفوفيّة ، ولا بأينونيّة ، ولا يدرك بحاسّة ، ولا يقاس بشيء ، قال الرجل : فإذن إنّه لا شيء إذا لم يدرك بحاسّة من الحواسّ ، فقال أبو الحسن عليهالسلام : ويلك ، لمّا عجزت حواسّك عن إدراكه أنكرت ربوبيّته ، ونحن إذا عجزت حواسّنا عن إدراكه أيقنّا أنّه ربّنا وأنّه شيء بخلاف الأشياء ... ـ وفيه بعد سطور ـ قال : فلم لا تدركه حاسّة البصر؟ قال : للفرق بينه وبين خلقه الذين تدركهم حاسّة
__________________
(١) نهج البلاغة ، الخطبة ١٨٦. قال السيّد الرضيّ تجمع هذه الخطبة من أصول العلم ما لا تجمعه خطبة ، وهي مرويّة عن الرضا عليهالسلام أيضا بتفاوت ، انظر العيون ١ : ١٤٩ ، وسيأتي مصدر البحار في ص ٦٣ الهامش ٣.
(٢) البحار ٣ : ٢٩٩ ، عن التوحيد.
(٣) البحار ٣ : ٣٢٧ ، عن التوحيد.
(٤) نهج البلاغة ، الخطبة ١٨٢ ، وعنه البحار ٤ : ٣١٣.