يا آدم! هؤلاء
ذرّيتك أخرجتهم من ظهرك لآخذ عليهم الميثاق لي بالربوبيّة ، ولمحمّد صلىاللهعليهوآله بالنبوّة ، كما
أخذه عليهم في السماء. قال آدم : كيف وسعتهم ظهري؟ قال الله يا آدم! بلطف صنيعي
ونافذ قدرتي. قال آدم : يا ربّ! فما تريد منهم في الميثاق؟ قال الله : أن لا
يشركوا بي شيئا ، قال آدم : فمن أطاعك منهم يا رب! فما جزاؤه؟ قال : أسكنه جنّتي ،
قال آدم : فمن عصاك فما جزاؤه؟ قال : أسكنه ناري. قال آدم : يا ربّ لقد عدلت فيهم
، وليعصينّك أكثر هم إن لم تعصمهم. .
وعن العلل مسندا
عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستاني ، قال سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : إن الله
عزّ وجلّ لما أخرج ذرّية آدم عليهالسلام من ظهره ليأخذ عليهم الميثاق بالربوبية وبالنبوّة لكل نبيّ
، كان أول من أخذ عليهم الميثاق ( بالنبوّة ) نبوّة محمّد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله . ثمّ قال الله جلّ جلاله لآدم عليهالسلام : انظر ما ذا ترى؟
قال : فنظر آدم إلى ذرّيته وهم ذرّ وقد ملئوا السماء ، فقال آدم : يا رب ما أكثر
ذرّيتي! ولأمر ما خلقتهم؟ فما تريد منهم بأخذك الميثاق عليهم؟ قال الله عزّ وجلّ :
يعبدونني ولا يشركون بي شيئا ، ويؤمنون برسلي ويتّبعونهم ... الخبر .
التنبيه التاسع :
دلالة الآيات والأحاديث على عدم تجرّد الروح
قد مرّ جملة ممّا
يدلّ من الآيات والروايات المباركات على عدم تجرّد الروح. ويدلّ عليه زائدا على ما
سبق قوله تعالى : ( اللهُ يَتَوَفَّى
الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ
الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ... ) الآية .
وقوله تعالى : (
وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ
الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) .
وعن الكافي مسندا
عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد الله عن أبيه عليهماالسلام قال :
__________________