وعن أبي عليّ الشيخ الرئيس أنّه ـ مع إنكاره الدليل العقليّ على المعاد الجسمانيّ ـ اعترف بثبوته من طريق الشرع ، حيث قال في كتاب النجاة والشفاء : وقد بسطت الشريعة الحقّة التي أتانا بها سيّدنا ومولانا محمّد صلىاللهعليهوآله حال السعادة والشقاوة التي بحسب البدن ... (١).
ثمّ المراد من المعاد الجسمانيّ ـ كما ذكرنا ـ هو عود البدن بما له من المادّة المشخّصة التي بها قوام الجسميّة الموجودة قبل الموت بعينه ، وإن كانت الصورة العرضيّة جديدة ، كما سيأتي في الرواية تمثيل الإمام عليهالسلام لذلك باللبنة إذا كسرت واعيدت ثانية بصورة اللبنة ، فهو هو من جهة المادّة والجسميّة ، وغيره من حيث الصورة العرضيّة.
الآيات والروايات الدالّة على المعاد الجسماني
المعنى المذكور للمعاد الجسمانيّ هو الظاهر من الآيات بل صريح بعضها ، وكذا الروايات المتواترة.
أما الآيات فمنها قوله تعالى : ( قالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ. قالَ فِيها تَحْيَوْنَ وَفِيها تَمُوتُونَ وَمِنْها تُخْرَجُونَ ) (٢).
( مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى ) (٣).
( وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ ) (٤).
( وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ. لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) (٥).
__________________
(١) راجع البحار ٧ : ٤٨ ، ٥٠.
(٢) الأعراف ٢٤ ، ٢٥.
(٣) طه ٥٥.
(٤) الروم ٢٥.
(٥) النمل ٦٧ ، ٦٨.