قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تنبيهات حول المبدأ والمعاد

تنبيهات حول المبدأ والمعاد

تنبيهات حول المبدأ والمعاد

تحمیل

تنبيهات حول المبدأ والمعاد

176/273
*

أقدرنا على ما نريد ، ولو شئنا أن نسوق الأرض بأزمّتها لسقناها (١).

وعن المناقب عن زرارة عن الصادق عن آبائه عن الحسين صلوات الله عليهم ـ في حديث ـ : والله ما خلق الله شيئا إلاّ وقد أمره بالطاعة لنا (٢).

وعن مدينة المعاجز عن الصادق صلوات الله عليه في رواية مفصلة : سبحان الذي سخّر للإمام كل شيء ، وجعل له مقاليد السماوات والأرض لينوب عن الله في خلقه (٣).

وعن الصحيفة السجادية : الحمد لله الذي اختار لنا محاسن الخلق ـ إلى أن قال ـ : وجعل لنا الفضيلة بالملكة على جميع الخلق ، فكلّ خليقته منقادة لنا بقدرته ، وصائرة إلى طاعتنا بعزّته (٤).

ويؤيّد ذلك ما ظهر منهم بالنقل المتواتر إجمالا من المعجزات ، كما في المناقب ومدينة المعاجز وإثبات الهداة وغيرها ، بعد إمكان إفاضة القدرة على الخلق والرزق عموما عليهم صلوات الله عليهم ، بل على من دونهم في المنزلة عند الله تبارك وتعالى ، كما يظهر من رواية المحاسن بسنده عن العلاء عن خالد الصيقل عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : إنّ الله فوّض الأمر إلى ملك من الملائكة فخلق سبع سماوات وسبع أرضين ، فلما رأى أنّ الأشياء قد انقادت له قال : من مثلي؟! فأرسل الله إليه نويرة من النار ، قلت : وما النويرة؟ قال : نار مثل الأنملة فاستقبلها بجميع ما خلق فتخيّل (٥) لذلك حتى وصلت إلى نفسه لمّا أن دخله العجب (٦).

أقول : المراد من التفويض في الرواية هو الإقدار لا التفويض المنفي في قوله : لا جبر ولا تفويض ، فتدبر.

وكما أفاض علينا القدرة على امور يسيرة من دون تفويض في أفعالنا الاختيارية ،

__________________

(١) بصائر الدرجات ٣٧٦ ، البحار ٤٦ : ٢٣٩.

(٢) البحار ٤٤ : ١٨٣.

(٣) مدينة المعاجز : ٤١٢ ، المعجز الثاني عشر ومائتان من معاجز الإمام الصادق عليه‌السلام.

(٤) الدعاء الأول.

(٥) كما في الوسائل ، وفي المحاسن : فتخبّل ، وفي البحار : فتحلّت.

(٦) المحاسن ١٢٣ ، الوسائل ١ : ١٠٢ ـ الباب ٢٣ من أبواب مقدمة العبادات ، الحديث ١١ ، البحار ٧٢ : ٣١٧.