وعن بعضهم في ذيل
كلام المحدّث المذكور : وتحقيق المقام يقتضي ما ذهب إليه. فإن قلت : قد عزلت العقل
عن الحكم في الاصول والفروع ، فهل يبقى له حكم في مسألة من المسائل؟ قلت : أما
البديهيّات فهي له وحده ، وأما النظريّات فإن وافقها النقل وحكم بحكمها قدّم حكمه
على النقل وحده. وأمّا لو تعارض هو والنقلي فلا شك عندنا في ترجيح النقل وعدم
الالتفات إلى ما حكم به العقل .
الجواب عن مقالتهم بذكر بعض
الآيات والأحاديث
أقول : كيف تتلاءم
هذه التعابير مع ما ورد في القرآن الكريم في شأن العقل وأولي الألباب المفسّرة
بأولي العقول ، من حثّ الناس على التعقل ، والإنكار على ترك التعقّل ، وذمّه بقوله
تعالى : ( أَفَلَمْ تَكُونُوا
تَعْقِلُونَ ) . والتوعيد بقوله : (
وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ ) .
وما عن رسول الله صلىاللهعليهوآله : استرشدوا العقل
ترشدوا ، ولا تعصوه فتندموا .
وعنه صلىاللهعليهوآله : إنّما يدرك
الخير كلّه بالعقل ، ولا دين لمن لا عقل له .
وعن الصادق عليهالسلام : حجة الله على
العباد النبيّ ، والحجّة فيما بين العباد وبين الله العقل .
وعن الصادق عليهالسلام : العقل دليل
المؤمن .
وعن أبي الحسن
الرضا عليهالسلام في خبر ابن السكّيت : حيث قال : فما الحجّة على الخلق اليوم؟ قال : العقل ،
يعرف به الصادق على الله فيصدّقه ، والكاذب فيكذّبه .
__________________