(
قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) .
(
أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ ) .
(
وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ
عِنْدَ رَبِّهِ ) .
(
يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ ) .
(
فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ ) .
(
قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ ).
(
وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ ) .
وتلك الحجّة
والبرهان لا بدّ من أن تكون حجيّتها ذاتيّة أو منتهية إليها ، وإلاّ لزم الدور أو
التسلسل الباطلان ، وأن لا يثبت أمر ، فإنّ إثبات صدق القضيّة في صغرى البرهان
المصطلح أو كبراه الذي يتوقّف عليه الإنتاج ، إن لم يكن بحجّة ذاتيّة أو منتهية
إليها ، فإمّا أن ينتهي إلى نفس البرهان ويتوقّف عليه فهو الدور ، وإلاّ فيتسلسل.
« البرهان » في القرآن الكريم
يظهر من التدبّر
في الآيات المتقدمة وغيرها وموارد نزولها أنّ البرهان والحجّة عبارة عن كل ما يوضح
الأمر ، ويصحّ أن يحتجّ به ، سواء كان مؤلّفا من القضايا أم لا ، كالعقل والعلم ،
وكالنبيّ والإمام ، والمعجزة ، ومطلق الآيات التكوينيّة ، فلا وجه لحمله على
البرهان المصطلح بما له من تفصيل الشرائط.
فمتى قام أحد
الأمور المذكورة ممّا يصحّ إطلاق الحجّة والبرهان بمعناها اللغويّ عليه ـ وإن كان
مجازا من باب تسمية الجزء باسم الكلّ ، وتسمية السبب باسم المسبّب ـ
__________________