فقلت : لا وعيشك يا أمير المؤمنين ، قال : « تقول الأنثى للذكر أنت استبدلت بي غيرك وهجرتني وأخذت سواي وهو يحلف لها ، ويقول : ما فعلت ذلك ، وهي تقول : ما أصدّقك ، فقال لها : وحقّ هذا القاعد في هذا الجامع ما استبدلت بك سواك ولا أخذت غيرك ، فهمّت أن تكذّبه ، فقلت لها : صدّقيه صدّقيه » ، قال عمّار : يا أمير المؤمنين ، ما علمت أحدا يعلم منطق الطير إلاّ سليمان بن داود عليهالسلام ، فقال له : « يا عمّار ، والله إنّ سليمان بن داود عليهالسلام سأل الله تعالى بنا أهل البيت حتّى علّم منطق الطير » (١).
[٣٧] ومنها : ما روي أنّه كان ملك الموصل شخص يقال له : أحمد بن حمدون بن الحارث العدوي كان شديد العناد وكثير البغض لمولانا أمير المؤمنين عليهالسلام ، فأراد بعض أهل الموصل الحجّ ، فجاء إليه يودّعه ، فقال : إنّي قد عزمت على الخروج إلى الحجّ فإن كان لك حاجة تعرّفني حتّى أقضيها لك؟ فقال : إنّ لي حاجة مهمّة وهي سهلة عليك ، فقال له : مرني بها حتّى أفعلها ، فقال : إذا قضيت الحجّ ووردت المدينة وزرت النبيّ صلىاللهعليهوآله فخاطبه عنّي وقل : يا رسول الله ، ما أعجبك من عليّ بن أبي طالب عليهالسلام حتّى تزوّجه بابنتك عظم بطنه أو دقّة ساقه أو صلعة رأسه وحلّفه وعزم عليه أن يبلّغه هذا الكلام ، فلمّا ورد المدينة وقضى حوائجه أنسي تلك الوصيّة فرأى أمير المؤمنين عليهالسلام في منامه ، فقال له : « ألا تبلغ وصيّة فلان إليك » ، فانتبه ومشى لوقته إلى القبر المقدّس وخاطب النبيّ صلىاللهعليهوآله بما أمره ذلك الرجل به.
ثمّ نام فرأى أمير المؤمنين عليهالسلام فأخذه ومشى هو وإيّاه إلى منزل ذلك الرجل وفتح الأبواب وأخذ مدية فذبحه عليهالسلام ثمّ مسح المدية بملحفة كانت عليه ثمّ جاء إلى سقف باب الدار فرفعه بيده ووضع المدية تحته وخرج ، فانتبه الحاجّ منزعجا من ذلك وكتب صورة المنام هو وأصحابه وانتبه سلطان الموصل في تلك الليلة وأخذ الجيران والمشتبهين ورماهم ، وتعجّب أهل الموصل من قتله حيث لا يجدوا نقبا
__________________
(١) المصدر السابق ٤٢ : ٥٦.