[ التذنيب ] الرابع : في بيان ما ذكر في بعض كتب الأخبار من الأسرار للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وآله الأطهار.
فمن ذلك في أسرار مولده : « ما رواه زياد بن منذر ، عن ليث بن سعيد قال : قلت لكعب الأحبار ـ وهو عند معاوية ـ : كيف تجدون صفة مولد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ وهل تجدون لعترته فضلا؟ فالتفت إلى معاوية لينظر كيف هو؟ فأنطقه الله تعالى فقال : هات يا أبا إسحاق ، فقال كعب : إنّي قرأت اثنين وسبعين كتابا نزلت من السماء ، وقرأت صحف دانيال ، ووجدت في الكلّ مولده ومولد عترته ، وأنّ اسمه لمعروف ، ولم يولد نبيّ نزلت عليه الملائكة قطّ ما خلا عيسى وأحمد ، وما ضرب على آدمية حجب الجنّة غير مريم وآمنة ، وكان من علامة حمله أن ينادي مناد في السماء في الليلة التي حملت به آمنة عليهاالسلام : ابشروا يا أهل السماء ، فقد حملت الليلة بأحمد ، وفي الأرض كذلك حتّى في البحور ، ولقد بني في الجنّة ليلة ولادته سبعون ألف قصر من ياقوتة حمراء وسبعون ألف قصر من اللؤلؤ الرطب ، وسمّيت قصور الولادة ، وقيل للجنّة : اهتزّي وازّيّني ، فإنّ نبيّ أوليائك قد ولد ، فضحكت الجنّة يومئذ ، فهي ضاحكة إلى يوم القيامة ، وبلغنا أنّ حوتا من حيتان البحر ـ يقال له : طموسا وهي سيّدة الحيتان ـ لها سبعمائة ألف ذنب يمشي على ظهور سبعمائة ألف ثور الواحد أكبر من الدنيا ، لكلّ ثور منها سبعمائة ألف قرن من زمرّد أخضر اضطرب فرحا لمولده ، ولو لا أنّ الله تعالى يثبته ، لجعل عاليها سافلها ، وبلغنا يومئذ أنّه ما بقي جبل إلاّ لقي صاحبه بالبشارة ويقول : لا إله إلاّ الله ؛ ولقد خضعت الجبال ـ إلاّ أبي قبيس ـ كرامة لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ولقد قدّست الأشجار أربعين يوما بأفنانها وأزهارها وأثمارها فرحا بمولده ؛ ولقد ضرب بين السماء والأرض سبعون عمودا من نور ؛ ولقد بشّر آدم بمولده فزاد في حسنه سبعون ضعفا ؛ ولقد بلغني أنّ الكوثر اضطرب فرحا؟ وطما ملؤه حتّى رمى ألف قصر من قصور الجنّة من الدرّ والياقوت نثارا لمولده ،