[٣٥] ومنها : عن الأصبغ بن نباتة قال : كنت يوما مع مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام إذ دخل عليه نفر من أصحابه ، منهم أبو موسى الأشعري وعبد الله بن مسعود وأنس بن مالك وأبو هريرة والمغيرة بن شعبة وحذيفة بن اليمان وغيرهم فقالوا : يا أمير المؤمنين عليهالسلام ، أرنا شيئا من معجزاتك التي خصّك الله بها إلى قوله عليهالسلام : « قوموا إلى اسم الله وبركاته » ، قال : فقمنا معهم حتّى أتى بالجبّانة ولم يكن في ذلك الموضع ماء ، قال : فنظرنا فإذا روضة خضراء ذات ماء ، وإذا في الروضة غدران ، وفي الغدران حيتان ، فقلنا : والله إنّها لدلالة الإمامة فأرنا غيرها يا أمير المؤمنين عليهالسلام ، وإلاّ فقد أدركنا بعض ما أردنا فقال صلوات الله عليه : « حسبي الله ونعم الوكيل » ، ثمّ أشار بيده العليا نحو الجبّانة فإذا قصور كثيرة مكلّلة بالدرّ والياقوت والجواهر وأبوابها من الزبرجد الأخضر فإذا في القصور حور وغلمان وأنهار وأشجار وطيور ونبات كثير ، فبقينا متحيّرين متعجّبين وإذا وصائف وجوار وولدان وغلمان كاللؤلؤ المكنون.
فقالوا : يا أمير المؤمنين ، لقد اشتدّ شوقنا إليك وإلى شيعتك وأوليائك فأومأ إليهم بالسكوت ، ثمّ ركض الأرض برجله صلوات الله عليه فانفلقت الأرض عن منبر من ياقوت أحمر فارتقى إليه فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على نبيّه صلىاللهعليهوآله ، ثمّ قال عليهالسلام : « غمّضوا أعينكم » ، فغمّضنا أعيننا فسمعنا حفيف أجنحة الملائكة بالتسبيح والتهليل والتحميد والتعظيم والتقديس ، ثمّ قاموا بين يديه قالوا : مرنا بأمرك يا أمير المؤمنين عليهالسلام ، وخليفة ربّ العالمين صلوات الله عليك ، فقال صلوات الله عليه : « يا ملائكة ربّي ، آتوني الساعة بإبليس الأبالسة وفرعون الفراعنة ».
قال : فو الله ما كان بأسرع من طرفة عين حتّى أحضروه عنده ، فقال صلوات الله عليه : « ارفعوا أعينكم » ، قال : فرفعنا أعيننا ونحن لا نستطيع أن ننظر إليه من شعاع نور الملائكة ، فقلنا : يا أمير المؤمنين ، الله الله في أبصارنا فما ننظر شيئا البتّة ، وسمعنا صلصلة السلاسل واصطكاك الأغلال ، وهبّت ريح عظيمة ، فقالت الملائكة : يا خليفة الله ، زد الملعون لعنة وضاعف عليه العذاب ، فقلنا : يا أمير المؤمنين ، الله الله