إل پانيم » (١). فإنّ هذه الآية من الله تعالى بلا خلاف.
نعم ، اختلفوا في أنّ المخبر بها هل هو موسى عند قرب موته ، أو يوشع بن نون النبيّ الذي كان وصيّه بلا فصل بعد موته بلا فصل؟ ولا شكّ أنّها تدلّ على أنّ النبيّ الموعود ليس عيسى الذي كان من بني إسرائيل من ذريّة يهودا ، فتدلّ على فساد اعتقاد النصرانيّ المعارض المدّعي بأنّه عيسى ، فيكون غيره الذي ادّعى النبوّة ، وأخبر عن الله ، وأخبر بالغيب الاستقبالي الذي صار واقعا ، وهو نبيّنا محمّد بن عبد الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
بيان ذلك : أنّ الألفاظ مرّ بيان كلّها إلاّ « يداعو » و « پانيم » :
و « يداعو » ـ بالياء المثنّاة التحتانيّة المفتوحة ، والدال المهملة المفتوحة الإشباعيّة التي تتولّد منها الألف ، ثمّ العين المهملة المضمومة مع الواو الثابتة خطّا لا لفظا ـ بمعنى : لعلمه ، من الإعلام.
« پانيم » ـ بالياء المثلّثة التحتانيّة العبريّة ، المفتوحة بالفتحة الإشباعيّة التي تتولّد منها الألف ، ثمّ النون المكسورة مع الياء التحتانيّة ، والميم الساكنتين ـ بمعنى : الوجه ، وبعد ضمّ « إل » ـ بكسر الهمزة ـ بمعنى : « على » ، يكون بمعنى المشافهة.
فتدلّ الآية المزبورة على أنّه لا يجيء من بني إسرائيل نبيّ مثل موسى يتكلّم معه الله بالمشافهة ، فيجب أن يكون من غيره ممّن له علامة الصدق المذكورة وهو نبيّنا محمّد بن عبد الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كما مرّ.
فإن قلت : إنّ ذلك النبيّ الموعود لعلّه من أولاد « عسو » أخي يعقوب المتولّد معه توأمين.
قلت : مع أنّه لم يجئ من نسله أحد يدّعي ذلك ، ولا يمكن إهمال العباد الذين حملهم محمّد بن عبد الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على دينه ـ على تقدير كذبه ـ أنّ « عبدياه » النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبر عن الله أنّ عسو منقرض النسل ، وأنّه لم يبق منه أحد.
__________________
(١) المصدر السابق.