وممّا أوصى به
أصحابه قوله : تزاوروا فإن في زيارتكم إحياء لقلوبكم وذكرا لأحاديثنا ، وأحاديثنا
تعطف بعضكم على بعض ، فإن أخذتم بها رشدتم ونجوتم ، وإن تركتموها ظللتم وهلكتم ،
فخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم .
أقول : حقّا إن
الرشد والنجاة بالتمسّك بأقوالهم ، والضلال والهلاك بالصفح عن نصائحهم ، لأنهم لم
يدعوا سبيلا للإرشاد إلاّ دلّوا عليه ، ولا طريقا للإضلال إلاّ نهوا عنه.
وقال عليهالسلام : اجعلوا أمركم
هذا لله ولا تجعلوه للناس ، فإنه ما كان لله فهو لله ، وما كان
للناس فلا يصعد الى السماء ، ولا تخاصموا بدينكم ، فإن المخاصمة ممرضة للقلب ، إن
الله عزّ وجل قال لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم « إنّك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء » وقال « أفأنت
تكره الناس حتّى يكونوا مؤمنين » ذروا الناس فإن الناس قد أخذوا عن الناس وإنكم أخذتم عن
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعن علي عليهالسلام ولا سواء ، وأني سمعت أبي يقول : اذا كتب الله على عبد أن
يدخله في هذا الأمر كان أسرع إليه من الطير الى وكره.
أقول : فكم كانت
محاججات مبتنية على اصول صحيحة يفحم بها أحد الجانبين فلا ينقلب عمّا كان عليه مع
وضوح الحقّ لديه وتجلّي الحقيقة ، وكم من ملحد أو كافر اعتنق دين الاسلام بأقلّ
دلالة ، وأدنى سبب.
__________________