استيفاء ما جاء فيه لخرجنا عن الصدد ، وهو من الستة أصحاب أبي جعفر عليهالسلام الذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم والإقرار لهم بالفقه.
وكانت وفاته عام ١٥٠ ، وله نحو من سبعين سنة ، فيكون قد أدرك من عصر أبي الحسن عليهالسلام سنتين ، فرضوان الله عليه.
مرازم بن حكيم الأزدي المدائني ، روى عن الصادق والكاظم عليهماالسلام ، وقتل أيام الرضا عليهالسلام ، وكان مرازم هذا مع الصادق هو ومصادف مولى الصادق لمّا بعث عليه المنصور الى الحيرة ، ولمّا سمح له بالعودة سار من الحيرة في أوّل الليل فعارضه عاشر ، وحال بينه وبين المسير فطلب مصادف من الإمام أن يستعين هو ومرازم هذا على قتله ، فأبى عليه الإمام ، وما زال الإمام بالعاشر حتّى رضي بعد أن ذهب اكثر الليل ، وهذا يدلّنا على اختصاصه بالإمام وشدّة حبّه وولائه له ، وامتثاله لأمره.
وقال النجاشي وغيره : إنه ممّن بلي باستدعاء الرشيد له وأخوه (١) أحضرهما الرشيد مع عبد الحميد بن غواص (٢) فقتله وسلما ، فرحمة الله عليه وألحقه الله
__________________
(١) إن لمرازم أخوين هما محمّد وجرير ، وقيل إن جريرا مصحف وإنما هو حديد ، على أيّ حال فهما معا ثقتان ومن أرباب الكلام ، وإن الكاظم عليهالسلام كان يرتضي كلام محمّد ويأمره أن يناظر ، ولا أدري أيّ الاخوين المعني هاهنا.
(٢) قيل : إن في غواص ثلاث لغات اعجام العين والصاد ، واعجام الاولى وإهمال الثانية ، وبالعكس ، وهو من أصحاب الكاظم عليهالسلام وقيل : ومن أصحاب الصادقين عليهماالسلام أيضا وهو من ثقات الرواة.