حريز بن عبد الله الأزدي الكوفي السجستاني ، ونسب الى سجستان لإكثاره السفر والتجارة إليها فعرف بها ، وكان من فقهاء الرواة وله عدّة كتب في الفقه وقد روى عن الصادق عليهالسلام مشافهة وبالواسطة أخبارا كثيرة ، وقيل إنه لم يرو عن الصادق عليهالسلام مشافهة إلاّ حديثين ، ولكن هذا الزعم يخالف ما هو مرويّ عنه في كتب الفقه بلا واسطة ، ومن سبر كتب الحديث عرف أنه كثير الرواية عنه مشافهة ، وكتبه تعدّ من الاصول ، وقد قتل في سجستان في جماعة من الشيعة ، وسبب ذلك أن له أصحابا يقولون بمقالته ، وكان الغالب على أهل سجستان الشراة ـ الخوارج ـ وكان أصحاب حريز يسمعون منهم ثلب أمير المؤمنين عليهالسلام وسبّه ، فيخبرون حريزا ويستأمرونه في قتل من يسمعون منه ذلك فيأذن لهم ، فلا يزال الشراة يجدون منهم القتيل بعد القتيل ، فلا يتوهّمون على الشيعة لقلّة عددهم ، ويطالبون المرجئة ويقاتلونهم ، وما زال الأمر هكذا حتّى وقفوا على الأمر فطلبوا الشيعة ، فاجتمع أصحاب حريز إليه في المسجد ، فهدموا عليهم حيطان المسجد وقلبوا أرضه عليهم ، رحمة الله عليهم.
أبو ولاد الحنّاط حفص بن سالم الجعفي مولاهم الكوفي ، كان ممّن روى عن الصادق عليهالسلام ، وله أصل رواه عنه عدّة من الثقات ، وهو متّفق على وثاقته ، ولم يغمز فيه أحد بشيء.
وقيل : خرج مع زيد وصوّب خروجه الصادق عليهالسلام وليس تصويبه بمستغرب ، وإنما كان يدع أمر زيد لئلاّ ينسب إليه فيكون هدفا لبلاء نبي اميّة.