أيام الصادق عليهالسلام ، وجاءت فيه أحاديث تعرب عن إيمان راسخ ، وولاء ثابت لأهل البيت عليهمالسلام ، وقوّة دفاع عنهم ، وحجّة قاطعة ، مثلما رواه الكشي ص ٢٢٣ عن هشام بن الحكم « قال : قال لي أبو عبد الله عليهالسلام :
ما فعل ابن الطيّار؟ قال : قلت : مات ، فقال عليهالسلام : رحمهالله ولقّاه نضرة وسرورا فقد كان شديد الخصومة عنّا أهل البيت ».
ومثله ما رواه عن مؤمن الطاق أيضا ، وما رواه عن أبان الأحمر عن الطيّار « قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : بلغني أنك كرهت مناظرة الناس وكرهت الخصومة ، فقال : أمّا كلام مثلك فلا يكره ، من اذا طار أحسن أن يقع ، وان وقع أحسن أن يطير ، فمن كان هكذا فلا نكره كلامه ».
والطيّار لقب له ولأبيه محمّد بن عبد الله مولى فزارة ، وكان من أصحاب الباقر عليهالسلام وكان الباقر يفاخر به ، روى الكشي ص ٢٢ عن حمزة ابنه « قال : سألني أبو عبد الله عليهالسلام عن قراءة القرآن ، فقلت : ما أنا بذلك ، قال : لكن أبوك ، قال : وسألني عن الفرائض ، فقلت : وما أنا بذلك ، فقال :
لكن أبوك ، ثمّ قال : إن رجلا من قريش كان لي صديقا وكان عالما قاريا فاجتمع هو وأبوك عند أبي جعفر عليهالسلام ، وقال : ليقبل كلّ واحد منكما على صاحبه ، ويسأل كلّ واحد منكما صاحبه ، ففعلا ، فقال القرشي لأبي جعفر عليهالسلام : قد علمت ما أردت ، أردت أن تعلمني أن في أصحابك مثل هذا ، قال : هو ذاك ، فكيف رأيت ».
فكيف ترى من يحمله الباقر عليهالسلام على المناظرة؟ ومن يحمله الصادق عليهالسلام على المخاصمة؟ فهما إذن من ذوي الحجج النواصع ، والقوّة في الخصومة.