جابر الجعفي :
جابر بن يزيد
الجعفي الكوفي ، روى عن الباقر والصادق عليهماالسلام وقضي نحبه أيام أبي عبد الله عليهالسلام عام ١٢٨ وقيل عام ١٣٢ ، وقد روى عن الباقر خاصّة سبعين ألف
حديث ، ومن تتبّع أحاديثه عرف أنه كان ممّن يحمل أسرارهما ، ويروي الكرامات
الباهرة لهما.
أمره الباقر عليهالسلام بإظهار الجنون
فأظهره ، فكان يدور في رحبة مسجد الكوفة والصبيان حوله وهو يقول : أجد منصور بن
جمهور أميرا غير مأمور ، فما مضت الأيام حتّى ورد من هشام بن عبد الملك الى واليه
بالكوفة أن انظر رجلا يقال له جابر بن يزيد الجعفي فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه ،
فالتفت الى جلسائه وسألهم عن جابر ، فقالوا : كان رجلا له فضل وعلم وحديث وحجّة
فجن ، وهو ذا في الرحبة مع الصبيان على القصب فأشرف عليه فاذا هو مع الصبيان يلعب
على القصب ، فقال : الحمد لله الذي عافاني من قتله ، ومن ثمّ انكشف السرّ في أمر
الباقر عليهالسلام له بإظهار الاختلاط ، ثمّ لمّا اطمأنّ عاد الى حالته الاولى ، ولم تمض الأيام
حتّى كان ما قاله في منصور بن جمهور.
وذكر اليعقوبي في
تاريخه ( ٣ : ٨١ ) حديثا عن جابر وإخباره عمّا سيقع من أمر بني العبّاس والدعوة
لهم وشأن قحطبة فيها ، وكان قحطبة بالقرب منهم يستمع فأشار إليه جابر ، وقال : لو
أشاء أن أقول هو هو لقلت.
ومن هذا ومثله
تعرف أنه كان مستودع الأسرار ، وجاءت فيه مدائح جمّة وترحّم عليه الصادق عليهالسلام ، وقيل إنه ممّن
انتهى إليه علم الأئمة عليهمالسلام ، ولذلك ترى أرباب الحديث والرجال من العامّة بين موثّق له
وطاعن فيه بأنه رافضي غال يقول بالرجعة ، مع اعتراف الذهبي بأنه من اكبر