ولما وضعت الحرب أوزارها طلب الامام من اصحابه أن يلتمسوا له ذا الثدية (١) في القتلى فبحثوا عنه بحثا دقيقا فلم يظفروا به فعادوا إليه يخبرونه بعدم ظفرهم به ، فأمرهم أن يلتمسوه له مرة اخرى قائلا :
__________________
هذه المواضع حتى ظهرت فيها بدعة الخوارج.
(١) ذو الثدية ، قال فيه انس كان في عهد الرسول (ص) رجل يعجبنا تعبده وقد ذكرنا ذلك لرسول الله (ص) وسميناه له فلم يعرفه فبينما نحن فى ذكره إذ طلع علينا الرجل ، فقلنا له يا رسول الله هو هذا ، فلما نظر إليه قال (ص) إنكم لتخبروني عن رجل إن وجهه لسفعة ( السفعة العلامة والسمة ) من الشيطان فاقبل حتى وقف ولم يسلم ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم انشدك الله هل قلت حين وقفت على المجلس ما في القوم احد افضل مني او خير مني ، قال اللهم نعم. ثم دخل يصلى فقال رسول الله من يقتل الرجل؟ فقال ابو بكر انا فمضى إليه فوجده يصلى ، فقال سبحان الله اقتل رجلا يصلى ، وقد نهى رسول الله عن قتل المصلين فخرج فقال له رسول الله ما فعلت؟ فقال كرهت ان اقتله وهو يصلي وأنت قد نهيت عن قتل المصلين ، فقال (ص) لاصحابه من يقتل الرجل؟ فقال عمر انا فمضى إليه فوجده واضعا جبهته على الارض ، فقال عمر ابو بكر افضل منى ثم خرج ، فقال له رسول الله ما فعلت؟ فقال عمر وجدته واضعا وجهه لله فكرهت ان اقتله ، فقال (ص) : من يقتل الرجل ، فقال الامام انا ، فقال له رسول الله أنت له إن ادركته ، فمضى الامام إليه فوجده قد خرج ، فجاء الى رسول الله فأخبره بالامر فقال (ص) لو قتل ما اختلف من امتي رجلان كان اولهم وآخرهم سواء ، جاء ذلك في الاصابة ج ١ ص ٤٨٤.