زيادته تمنع الفقراء والبؤساء من الاقتران ، ولهذه الغاية النبيلة قال (ص) : « أفضل نساء امتي أقلهن مهرا » (١) ويقول الامام موسى بن جعفر عليهالسلام : كان الرجل على عهد رسول الله يتزوج المرأة على السورة من القرآن وعلى الدرهم وعلى الحنطة ، القبضة (٢) وقد زوج (ص) أحد أصحابه وجعل صداق زوجه تعليم سورة من القرآن الكريم (٣) ، لقد حثت الشريعة الاسلامية على الزواج وتساهلت في صداقه ، والغت التفاضل بين الزوجين ، وجعلت المسلم كفء المسلمة ، والحكمة فى ذلك هو قمع الفساد والقضاء على البغاء ، وتكثير النسل ، وقد خفيت هذه العلل والاسباب على « لامنس » الذي لا ينظر الى الاشياء الا من زاوية المادة فاستنتج النتيجة السالفة على غير هدى جاهلا بالنظم الاسلامية الداعية الى سعادة المجتمع ودفع الشقاء عنه.
ولما تم شراء الجهاز دعا رسول الله (ص) جماعة من المهاجرين والانصار لحضور مجلس العقد فلما مثلوا عنده اجرى (ص) خطبة النكاح وهذا نصها :
« الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع بسلطانه ، المرهوب من عذابه وسطواته ، النافذ أمره في سمائه وارضه ، الذي خلق الخلق بقدرته ، وميزهم بأحكامه ، وأعزهم بدينه ، وأكرمهم بنبيه محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم إن الله تبارك اسمه وتعالت عظمته جعل المصاهرة سببا لاحقا وأمرا مفترضا
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ٣ / ٢٤٣.
(٢) تهذيب الاحكام ٧ / ٣٦٦.
(٣) صحيح مسلم ١ / ٥٤٥.