ولما حانت ليلة اقتران النورين قال رسول الله (ص) وقد غمرته الافراح :
يا علي : لا بد للعروس من وليمة
فانطلق سعد بن عبادة فتبرع بكبش وتبرع الانصار بأصوع من ذرة (١) ودعي المسلمون لتناول طعام العشاء وتقول اسماء : ما كانت وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمة علي (٢) وقام المدعوون فتناولوا الطعام ، وبعد الفراغ منه اقبلوا يهنئون الامام ويباركون له.
وطلب النبي (ص) من أم سلمة أن تذهب بكريمته الى دار أمير المؤمنين فمضت أم سلمة مع حفنة من النساء تقدمهن أمهات المؤمنين قد زففن الصديقة الطاهرة الى بيت الامام وهن يرتلن الاهازيج والأشعار ، وبعد ما فرغ الرسول (ص) من صلاة العشاء انطلق الى دار علي فاستقبلته أم أيمن فقال لها بصوت فياض بالبشر :
« هاهنا أخي؟ »
وملكت الدهشة أم أيمن فراحت تقول :
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٨ / ١٣ اسد الغابة ٥ / ٥٢١ وفي كنز العمال ٧ / ١١٤ ان رسول الله (ص) قال : لا بد للعروس من وليمة ثم امر بكبش فجمعهم عليه.
(٢) طبقات ابن سعد ٨ / ١٤ وجاء فى الرياض النضرة ٢ / ١٨٢ عن جابر قال : حضرنا عرس على فما رايت عرسا كان احسن منه حشونا البيت طيبا وأتينا بتمر وزيت فاكلنا منه.