سب النبي والعدول عن دينه فاجابهم على كره فعفوا عنه ، فانطلق الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يبكي فجعل رسول الله يمسح عينيه ، وقال : إن عادوا لك فعد لهم بما قلت ، وانزل الله تعالى فيه :
( مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ. ) (١)
وملئت نفس عمار بالايمان بالله فكان الدين قطعة من طبعه ، وعنصرا مقوما لمزاجه ، وانزل الله فيه غير آية من القرآن كلها ثناء عليه وتمجيد له ، واشادة به ، وقد عناه تعالى بقوله : ( أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ ) (٢) ونزلت فيه الآية الكريمة : ( أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ) (٣) كما نزلت فى الثناء عليه وفى ذم الوليد الآية المباركة وهي قوله تعالى : ( أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ. ) (٤)
واهتم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في شأن عمار اهتماما بالغا فكان يرفع من شأنه ، ويشيد بذكره ، ويقدمه على غيره فقد رأى خالدا يغلظ له
__________________
(١) سورة النحل : آية ١٠٦ ذكر نزولها في عمار ابن سعد في طبقاته ٣ / ١٧٨ الواحدي في اسباب النزول صفحة ٢١٢ الطبري في تفسيره ١٤ / ١٢٢ وغيرهم
(٢) سورة الزمر : آية ٩ ذكر نزولها في عمار القرطبي في تفسيره ١ / ٢٣٩ وابن سعد في طبقاته ٣ / ١٧٨
(٣) سورة الانعام : آية ١٢٢ نص على نزولها في عمار السيوطى في تفسيره ٣ / ٤٣ ، وابن كثير في تفسيره ٢ / ١٧٢.
(٤) سورة القصص : آية ٦١ نص على نزولها في عمار والوليد الزمخشري في تفسيره ٢ / ٣٨٦ ، الواحدي في اسباب النزول صفحة ٢٥٥