دنيوية تافهة ، فكيف
بمن جاء مزيفاً لمعتقداتهم نابذاً لأوثانهم مزعزعاً لكياناتهم؟
الرابع
: المراد من القربى هي القرابة بمعنى
الأقارب ، أي أقارب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
، قال الزمخشري : القربى مصدر كالزلفى والبشرى ، بمعنى القرابة ، والمراد في الآية
«أهل القربى».
وقد جاءت القربى في الذكر الحكيم في
أكثر من عشرة موارد كلها بمعنى القرابة ، وفي جميعها جاءت مضافة إلى (ذي) أو (ذو)
أو (أولي) إلاّ في هذا الموضع ، فاحتاجت إلى تقدير مضاف كذي أو أهل أو غيرهما ،
وكذلك جاءت بلفظة القربى لا القرابة ، لأن القربى بمعنى القرابة القريبة الخاصّة.
ومن هنا يتضح أن القرابة المرادة هنا هي
ثلّة خاصّة من أقارب الرسول المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وهم عترته الطاهرة عليهمالسلام
، قد أوجب اللّه تعالى مودّتهم وجعلها أجراً لرسالته ، وقد أكّد النبي الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم على مودّتهم ومحبّتهم ، وجاء فيه
الأثرالمتواتر على ما بيّناه.
الثالثة : كون
السورة مكية
قيل : إنّ هذه السورة مكية ، والحسن
والحسين عليهماالسلام ولدا في
المدينة ، فكيف تكون شاملة لهما؟
وللجواب عن هذه الإثارة نذكر النقطتين
التاليتين :
١ ـ إن المتخصّصين في دراسة علوم القرآن
اتفقوا على أنّ هناك آيات مكية
__________________