وأخرج الترمذي بسنده عن أُمّ سلمة قالت : كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « لا يحبّ علياً منافقٌ ، ولا يبغضه مؤمن ». (١)
وعن أبي سعيد الخدري ، قال : « إنّا كنّا لنعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب ». (٢)
وأخرج الخطيب البغدادي بسنده عن أنس بن مالك يقول : واللّه الذي لا إله إلاّ هو لسمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول : « عنوان صحيفة المؤمن حبُّ علي بن أبي طالب » (٣) وغيرها كثير.
فحبّ علي عليهالسلام هو الإيمان ، وهو ميزان لتمييز المنافق من المؤمن ، وهل يميزهما إلاّ الإيمان ، فالمنافق يبغض الإيمان فيبغض عليّاً ، والمؤمن يحبّ الإيمان فيحبّ عليّاً ، لأنّ عليّاً كلّه إيمان ، فمَن أحبّ عليّاً أحبّ كلّ فضيلةٍ وكلّ خيرٍ ، فكان حبّ عليّ طريق هداية للبشرية ، ومن هنا أوجب اللّه تعالى مودّته على المسلمين.
إثارات حول الآية
الظاهر من سياق الآية أنها جعلت من مودة القربى أجراً على الرسالة ،
__________________
(١) سنن الترمذي ٦ : ٩٤ / ٣٧٣٦ ـ باب مناقب علي بن أبي طالب ـ وقال : حسن صحيح.
(٢) سنن الترمذي ٦ : ٨٢ / ٣٧١٧ ـ باب مناقب علي بن أبي طالب ـ.
(٣) تاريخ بغداد ٤ : ٤١٠ / ٢٣١٤.