أخلاقنا ، فنزعه
اللّه من أيدينا.
وهذا الخلاف له اُصوله وأسبابه ،
والتوفّر على أسبابه يفتح لنا الطريق لتشخيص الزيادة ، والتي أطلق عليها بالتالي
نفلاً ، فإن الخلاف حول الغنائم له أسباب مرتبطة بحالة التفاوت الكبير بين واقع
الحرب في العصر الجاهلي وبين واقعها في العصر الإسلامي ، ولكي نتوفر على حقيقة هذا
التفاوت نحتاج إلى وقفة قصيرة عن طبيعة الحرب في العصر الجاهلي ، ضمن نقطتين :
الأولى
: إن الدافع والمنطلق لهم في غزواتهم هو
الظفر بالمال ، واتخاذ ذلك وسيلة للعيش ، وليس من أجل نشر عقيدة أو مبدأ أو فكر ،
وهذا من المسلمات التأريخية التي لا تحتاج إلى توثيق.
الثانية
: إن الثابت حسب المصادر التأريخية أنهم
يطلقون على ما يظفرون به من العدو لفظة السلب والنهب والحَرَب ، ولكل منها معنى
خاص ، فالسلب : هو ما يأخذه الرجل ممن قتله مما يكون عليه من لباس وسلاح ودابّة
وغيرها ،والنهب : أخذ المال قهراً ، والحَرَب : هو سلب الناس أموالهم جميعها وكل
ما يعيشون به ، ولم يعهد أنهم كانوا يسمون ذلك بالأنفال.
أما عن عائدية ذلك وملكيته ، فالتاريخ
ينقل لنا أنه يكون لناهبه وسالبه وحاربه ، ويكون ملكاً صرفاً له لا يشاركه فيه أحد
، إلاّ ما تواطؤوا عليه من إعطاء ربع المظفور به للرئيس وسموه بالمرباع ، كما
يحدّثنا التاريخ عن قضية عدي بن حاتم قبل أن يسلم حيث قال له رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنك لتأكل المرباع ، وهو لا يحلّ
في دينك ».
__________________