مغازي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم :
وفيؤهم ، والفيء في الأنفال
|
|
ما لم يكن أخذهُ عن قتالِ
|
ويطلق النفل على الغنيمة أيضاً باعتبار
أنها زيادة ، وهذه الزيادة بلحاظ أنهم لم يخرجوا من أجل الغنيمة ، إنما خرجوا من
أجل إعلاء كلمة اللّه تعالى في الأرض ، أو بلحاظ أنّها زيادة فضل من اللّه تعالى
على المسلمين دون الأُمم السابقة ، لأن الأمم السابقة لم تكن تحلّ لهم الغنائم ،
أو باعتبار أنها منحة وهبة من اللّه تعالى من غير وجوب. وعلى أي لحاظ فإن الغنيمة
يطلق عليها نفل ، والأنفال الواردة في الآية موضع البحث المراد منها الغنيمة.
ومما تقدم اتّضح أن معنى الأنفال ـ وهو
الزيادة على أصل الشيء ـ ثابت في كل مورد أُصطلح عليه نفلٌ ، والاختلاف إنما
بالمصاديق وليس بالمفهوم.
المراد من الأنفال
في الآية :
لتحديد المراد من الأنفال هنا وبناءً
على ما تقدم من معنى الأنفال ، لابدّ من تحديد ظروف الآية وأجوائها التأريخية
والتشريعية :
إن آية الأنفال على الاتفاق نزلت في
معركة بدر الكبرى عندما اختلف المسلمون فيما ظفروا به من عدوهم اختلافاً غير محمود
، كما جاءت به المصادر الناقلة لأخبار المعركة ، وظاهر الآية صريح بذلك ، وممن نقل
ذلك الطبري في تأريخه بسنده إلى أبي أمامة الباهلي ، قال : سألت عبادة بن الصامت
عن الأنفال فقال : فينا معشر أصحاب بدر نزلت ، حين اختلفنا في النفل ، وساءت فيه
__________________
(١) المفردات / الراغب الأصفهاني وهامشه
ـ مادة (نفل).