الآية في طاعة أُولي
الأمر.
الثاني
: إنّ الآية أثبتت العصمة لأُولي الأمر ،
والذين أُشير لهم بالأقوال الأربعة لم يدّعِ أحدٌ منهم العصمة ، ولم يرد نصّ على
ذلك ، بل ورد ما يعارض ذلك.
أمّا الرأي القائل بأن أُولي الأمر هم
أهل الحلّ والعقد ، فقد ذهب إليه جملة من المفسّرين منهم : الرازي في تفسيره ،
ومحمد عبده في تفسير المنار لتلميذه محمد رشيد رضا ، ونظام الدين النيسابوري في
تفسيره وآخرون تأثروا بأقوالهم. ويرد على هذا الرأي كثير من الإشكالات التي تسقطه
من الاعتبار منها :
١ ـ تحقق اجتماع أهل الحل والعقد
بالصورة المدعاة لم يحدث في التاريخ ، ولا يعقل أنّ الآية تأمر بطاعة مصداق لا
وجود له.
٢ ـ على فرض تحقق الاجتماع بالكيفية
المذكورة ، فإن العادة والوجدان والتجربة قضت بأن اتفاقهم حول الأمور السياسية
والاجتماعية قليل الوقوع ، والآية بصدد بيان مصداق دائم التحقق.
٣ ـ لا توجد لدينا أدلّة تثبت عصمة
إجماع الأمّة ، بل هناك أدلة على حجيّة الإجماع سواء ما يسمى بإجماع الأُمة أو
الإجماع الاصطلاحي في علم الأصول ، وكلّها موهونة مدفوعة سواء الآيات أو الروايات.
٤ ـ بعد أن ثبت أن أُولي الأمر المشار
إليهم في الآية معصومون ، نسأل من هم
__________________