معنى قول أبي بكر في السقيفة : نحن عترة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قال : أراد بلدته وبيضته. وعترة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم لا محالة ولد فاطمة عليهاالسلام ، والدليل على ذلك ردّ أبي بكر وإنفاذ علي عليهالسلام بسورة براءة ، وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أُمرت أن لا يبلّغها عني إلاّ أنا أو رجل منّي » ... فلو كان أبو بكر من العترة نسباً لكان محالاً أخذ سورة براءة منه ودفعها إلى علي عليهالسلام (١).
ومنهم : ابن منظور العالم اللغوي المشهور ، قال : في مادة (عتر) وقد ذكر حديث الثقلين : والمشهور المعروف أن عترته أهل بيته (٢).
ومنهم : المناوي الحنفي ، إذ قال في شرح حديث الثقلين : « وعترتي أهل بيتي » تفصيل بعد إجمال بدلاً أو بياناً ، وهم أصحاب الكساء الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً (٣).
ومن هنا فقد اضطر بعضهم إلى التصريح بعدم إرادة المعنى اللغوي من لفظ (العترة) في حديث الثقلين ، لعلمهم بأن دلالة الحديث غير متحققة في كل من يشمله عنوان العترة بمبناه المستعمل في لغة العرب ، وهم وإن لم يصرّحوا بحصر المراد بالأئمة الاثني عشر عليهمالسلام ، إلاّ أنهم حصروا العترة بمصاديق لم نجدها في غير الأئمة الاثني عشر عليهمالسلام ، ومن هؤلاء :
١ ـ الحكيم الترمذي ، قال عن حديث الثقلين : وقع على الأئمة منهم السادة لا على غيرهم (٤).
__________________
(١) إكمال الدين / الصدوق ١ : ٢٣٤ ـ مؤسسة الأعلمي ـ بيروت.
(٢) لسان العرب / ابن منظور ، مادة (عتر).
(٣) فيض القدير / المناوي ٣ : ١٤.
(٤) نوادر الأصول / الحكيم الترمذي : ٦٩ ، دار صادر ، بيروت.