وقد نقل الغزالي (١) عن بعض السلف أنّه قال : ما جاءنا عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله قبلناه على الرأس والعين ، وما جاءنا عن الصحابة فنأخذ ونترك ـ يعني إذا كان مأخوذاً من النبيّ صلىاللهعليهوآله فنأخذ ـ وما جاءنا عن التابعين فهم رجال ونحن رجال (٢) .
وفي الحديث الثابت عن الصادق عليهالسلام أنّه قال في قوله تعالى : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ) (٣) : «أما واللّه ، ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ، ولو دعوهم ما أجابوهم» (٤) .
وفي رواية : «ما صاموا لهم ولا صلّوا ، ولكن أحلّوا لهم حراماً وحرّموا عليهم حلالاً ، فاتّبعوهم فعبدوهم من حيث لا يشعرون» (٥) .
وفي رواية قال الصادق عليهالسلام : «من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن كان الناطق عن اللّه فقد عبد اللّه ، وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس» (٦) .
وفي بعض خطب أمير المؤمنين عليهالسلام : «إنّما بدء وقوع الفتن أهواء تُتّبَع ، وأحكام تبتدع ، يخالف فيها كتاب اللّه ، يتولّى فيها رجال رجالاً» (٧) ،
__________________
(١) محمّد بن محمّد بن محمّد الغزالي الطوسي ، كنيته أبو حامد ، فقيه شافعي وفيلسوف ، متصوّف ، وسمّي الغزالي لأنّ والده كان يغزل الصوف ، وهناك قول آخَر ، له كتب ، منها : إحياء علوم الدين ، والمستصفى ، ومشكاة الأنوار ، ولد سنة ٤٥٠ ، ومات سنة ٥٠٥ هـ .
انظر : وفيات الأعيان ٤ : ٢١٦ / ٥٨٨ ، شذرات الذهب ٤ : ١١ ، الأعلام ٧ : ٢٢ .
(٢) إحياء علوم الدين ١ : ٧٩ .
(٣) سورة التوبة ٩ : ٣١ .
(٤ و٥) الكافي ١ : ٤٣ / ١ ، ٣ (باب التقليد) .
(٦) الكافي ٦ : ٤٣٤ / ٢٤ ، الاعتقادات للصدوق : (ضمن مصنفات الشيخ المفيد ج٥) ١٠٩ / ٣٩ ، بحار الأنوار ٧٢ : ٢٦٤ / ١ .
(٧) نهج البلاغة : ٨٨ الخطبة ٥٠ ، الكافي ١ : ٤٣ ـ باب البدع والرأي ـ .