الخبر .
وقال أيضاً في بعض كلامه : «اعلموا أنّ اللّه تعالى لن يرضى عنكم بشيء سخطه على من كان قبلكم ، ولن يسخط عليكم بشيء رضيه ممّن كان قبلكم ، وإنّما تسيرون في أثر بيِّن ، وتتكلّمون برجع قول قد قاله الرجال قبلكم» (١) .
وفي بعض خطبه أيضاً : «إنّ أبغض الخلق إلى اللّه عزوجل لرجلين : رجل وكله اللّه إلى نفسه ، فهو جائر عن قصد السبيل مشغوف (٢) بكلام بدعة ، قد لهج بالصوم والصلاة ، فهو فتنة لِمَن افتتن به ، ضالّ عن هَدْي من كان قبله ، مضلّ لمن اقتدى به في حياته وبعد وفاته ، حمّال خطايا غيره ، رهن بخطيئته .
ورجل قَمَشَ جهلاً في جهّال الناس ، عان (٣) بأغباش الفتنة ، قد سمّاه أشباه الناس عالماً ولم يغن فيه يوماً سالماً ، بكّر فاستكثر [من جمع (٤) ] ما قلّ منه خيراً ممّا كثر ، حتّى إذا ارتوى من آجن ، وأكثر من غير طائل ، جلس بين الناس قاضياً ضامناً لتخليص ما التبس على غيره ، وإن خالف قاضياً سبقه لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتي من بعده ، كفعله بمن كان قبله ، وإن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هيّأ لها حشواً من رأيه ، ثمّ قطع به ، فهو من لَبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ ؟ لا يحسب العلم في شيء ممّا أنكر ، ولا يرى أنّ وراء ما بلغ فيه
__________________
(١) نهج البلاغة : ٢٦٦ الخطبة ١٨٣ .
(٢) في الكافي ١ :٤٤ / ٦ : «مشعوف» .
(٣) في الاحتجاج ١ : ٦٢١ / ١٤٣ : «غاد» ، وفي نهج البلاغة : «عادٍ» وفي بعض نُسَخ النهج : «غارّ» ، أي : غافل .
(٤) ما بين المعقوفين أضفناه من المصدر .