يلجأوا إلى ركن وثيق» (١) ؛ إذ لا شكّ في أنّ العالم الربانيّ الذي لا ريب فيه هو النبيّ صلىاللهعليهوآله الآخذ علمه من كتاب اللّه ووحيه وإلهامه ، وكذا الذين اقتبسوا من نوره ، وأخذوا من علومه ، واستقاموا على ذلك ، بحيث أن لا مستند لكلامهم إلاّ قول اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله ، وهؤلاء أيضاً هم المتعلّمون على سبيل النجاة مع أتباعهم المقتفين لآثارهم المستقيمين على أطوارهم ، فحينئذٍ يبقى البواقي تحت الفرد الباقي .
ولهذا قال الصادق عليهالسلام : «من أخذ دينه من كتاب اللّه وسنّة رسوله صلىاللهعليهوآله زالت الجبال قبل أن يزول ، ومن أخذ دينه من أفواه الرجال ردّته الرجال» (٢) .
وفي الحديث : «العلم ثلاثة : كتاب ناطق ، وسنّة قائمة ، ولا أدري» (٣) ، أي : لا يجوز التكلّم بغيرهما .
وفيه : «إنّما هما اثنان : الكلام والهَدْيُ ، فأحسن الكلام كلام اللّه تعالى ، وأحسن الهَدْي هَدْي محمّد صلىاللهعليهوآله ، ألا وإيّاكم ومحدَثات الاُمور ، فإنّ شرّ الاُمور محدَثاتها ، وإنّ كلّ محدَثة بدعة ، وإن كلّ بدعة ضلالة» ، رواه جماعة منهم ابن ماجة في صحيحه (٤) .
__________________
(١) نهج البلاغة ٤٩٦ / ١٤٧ ، الخصال : ١٨٦ / ٢٥٧ ، كمال الدين ١ : ٢٩٠ / ٢ ، تحف العقول : ١٦٩، الأمالي للطوسي ١٢٠ : ٢٣ / ٢٣ ، الأمالي للمفيد: ٢٤٧ / ٣، الإرشاد للمفيد ١ : ٢٢٧ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٠٥ ، العقد الفريد ٢ : ٢١٢ ، تاريخ بغداد ٦ : ٣٧٩ .
(٢) الكافي ١ : ٦ ، الفصول المهمة للحر العاملي ١ : ١٢٤ / ٢٢ (باب ٥) .
(٣) إحياء علوم الدين ١ : ٦٩ .
(٤) سنن ابن ماجة ١ : ١٨ / ٤٦ ، إحياء علوم الدين ١ : ٨٠ ، كنز العمّال ١٥ : ٩٢٣ / ٤٣٥٨٩ .