فهو بعيد جدا ضرورة أنّ الدالّ على إرادة هذه المرتبة إنّما هو دلالة كلمة (اللام) على التعريف والتعيين نظرا إلى أنّه لا تعيّن في الخارج إلّا لخصوص هذه المرتبة.
وكذا احتمال وضع كلمة اللام للدلالة على العموم والاستغراق ابتداء بعيد جدّا لما عرفت من أنّها لم توضع إلّا للدلالة على التعريف والتعيين.
فالنتيجة إنّ الجمع المعرّف باللام يدلّ على إرادة جميع أفراد مدخوله على نحو العموم الاستغراقي (١).
ثمّ لا يخفى عليك أنّه ذهب بعض المعاصرين إلى أنّ الجمع إذا كان خاليا عن اللام التنوين على الوحدة الموجبة لإرادة جماعة واحدة في الجموع وإذا كان محلّى باللام يستفاد من المجموع جميع مصاديق مفردها وذلك لا من باب دلالة اللام على الاستغراق بل الظاهر أنّ اللام لا يفيد في شيء من الموارد شيئا وليس فائدته إلّا الزينة والمنع من دخول علامة التنوين الّتي تدلّ على الوحدة لإرادة فرد واحد في أسماء الأجناس وجماعة واحدة في الجموع فاللام لا يدلّ على العموم ولذلك ترى مرادفها بالفارسيّة مثلا يدلّ على العموم ولا لام ولا شيء آخر إلّا الجمع فراجع لفظ «دانايان» «دانشمندان» ونحوهما (٢).
حاصله أنّ الجمع في نفسه يدلّ على العموم وإنّما يمنعه التنوين الدالّ على الوحدة وحيث إنّ مع اللام لا تنوين فالجمع يدلّ على العموم واستشهد بلفظ دانايان ودانشمندان.
ولقائل أن يقول أوّلا إنّ الاستدلال بما في اللغة الفارسيّة للاستظهار من اللغة العربيّة غير تامّ إذ لا ملازمة بينهما ، وثانيا إنّا لا نسلّم دلالة الجمع على العموم
__________________
(١) المحاضرات : ٥ / ٣٦١.
(٢) راجع تسديد الاصول : ١ / ٥٠٢.