أورد عليه في نهاية النهاية بأنّ هذا مضافا إلى اختصاصه باللام التي تكون للاشارة إلى الجنس دون ما كانت للإشارة إلى المعهود الخارجي والاستغراقي أنّ الظاهر من كون اللام لتعريف الجنس أنّها موضوعة للإشارة إلى جهة تعيّن الجنس من بين الأجناس إلى أن قال فإنّ جنس الرجل ذو تعيّن وتميّز واقعي من جنس المرأة وسائر الأجناس الأخر والذهن يدرك هذا التميّز لا أنّه يحصل له التميّز في الذهن.
فإذا أشرنا إليه بماله من التعيّن الواقعي النفس الأمري وقلنا الرجل خير من المرأة كان معرفة وأمّا إذا أشرنا إليه بجهة ابهامه بين أفراده ولا تعيّنه كان نكرة.
والمدّعى هو أنّ لفظ اسم الجنس موضوع للجنس بما هو جنس غير متعيّن واللام للاشارة إليه بجهة تعيّنه وتميّزه ولذلك يحصل التعريف باللام لا لأنّ اللام للاشارة إلى الجنس المتميّز في الذهن ليتّجه الاشكال من عدم الصدق على الخارجيّات (١).
وبالجملة فاللام تشير إلى تعيّن الجنس بالنسبة إلى سائر الأجناس لا تعيّنه بخصوصيّات الوجود الذهني حتّى يصير بذلك جزئيّا وعليه فيمكن أن يقال إنّ الأصل في اللام أن تكون للتعريف والعهديّة مطلقا سواء كانت ذكريّة أو خارجيّة مستفادة من القرائن وحينئذ فإذا كانت اللام موضوعة للتعريف فاذا دخلت على الجمع تفيد تعريفه وهو يدلّ بالدلالة العقليّة على الاستغراق إذ لا تعيّن لسائر مراتبه إلّا تلك المرتبة يعني جميع الأفراد.
والايراد عليه بأنّ لتلك المرتبة وإن كان تعيّن في الواقع ولكنّ التعيّن ثابت لأقلّ مرتبة الجمع أيضا فإذا لا دليل على تعيين تلك دون هذه.
يجاب عنه بأنّ هذه المرتبة أي أقلّ مرتبة الجمع أيضا لا تعيّن لها في الخارج
__________________
(١) نهاية النهاية : ١ / ٣١٠.