أفراده وعليه كلّ رجل بمعنى كلّ فرد من أفراد الرجل وهو يصدق على كلّ واحد واحد من حصص طبيعة الرجل ولا حاجة إلى صدق أداة العموم على كلّ واحد واحد من أفراد مدخوله حتّى يقال أنّه غير صادق إذ مدلول كلمة كلّ رجل الذي في اللغة الفارسيّة «هر مرد» لا يصدق على خصوص زيد وعمرو.
وثانيا بأنّ مفاد كلّ رجل ليس مجموع الأفراد لما عرفت من أنّ معادله في اللغة الفارسيّة «هر فرد» وهو غير مجموع الأفراد وعليه فلا وجه لقوله لا يصدق كلّ رجل إلّا على مجموع الأفراد.
وممّا ذكر يظهر ما في أجود التقريرات في مقام الجواب عن الدعوى المذكورة حيث قال إنّ لفظ كلّ وان كان لا يصدق بمفهومه على كلّ واحد واحد من أفراده مدخوله إلّا انّه إنّما يؤخذ في الموضوع مرآة يثبت الحكم لكلّ فرد بخصوصه نظير كلمة «هر» في اللغة الفارسيّة فكما أنّ مدلول كلمة «هر مرد» لا يصدق على خصوص زيد وعمرو ولكنّه مع ذلك يفيد عموم الحكم لكلّ واحد من الأفراد كذلك كلمة كلّ تفيد هذا المعنى أيضا (١).
وذلك لما عرفت من أنّ كلّ رجل بمعنى كلّ فرد من أفراد الرجل وهو قسيم المجموع والعامّ هو المدخول لا أداة العموم والمدخول بعد كونه مرآة وعامّا يصدق على كلّ واحد واحد من أفراده فلا وجه لتصديقه عدم صدق كلّ رجل بمفهومه على كلّ واحد واحد من أفراد مدخوله كما لا وجه لذهابه إلى دلالته على كلّ فرد بمعونة أخذه في الموضوع مرآة لأنّ العامّ الاصولي هو العامّ المنطقي وإنّما الفرق بينهما في أنّ العامّ المنطقي مفهوم لا يمتنع فرض صدقه على الكثيرين والعامّ الاصولي بعد دخول أداة العموم عليه هو الذي يشمل الكثيرين بمعونة أداة العموم ويكون معناه كلّ فرد
__________________
(١) أجود التقريرات : ١ / ٤٤٤.