هذا (١) كله في المقدمة الداخلية.
______________________________________________________
المقدمة الخارجية
(١) هذا الكلام «كله في المقدمة الداخلية. وأما المقدمة الخارجية فهي ما كان خارجا عن المأمور به ، وكان له دخل في تحققه» ، أي : المقدمة الخارجية هي خارجة عن حقيقية المأمور به ، ولها دخل في تحقق المأمور به. وتذكير الضمير في قوله : «له» ـ مع إنه يرجع لى المقدمة ـ إنما هو باعتبار الموصول في قوله : «ما كان».
والكلام في المقدمة الخارجية في مقامين :
المقام الأول : في تعريف المقدمة الخارجية ، وما هو المراد من خروجها.
والمقام الثاني : في أقسامها.
وأما خلاصة الكلام في المقام الأول : فالمقدمة الخارجية : هي خارجة عن حقيقة المأمور به ، في مقابل المقدمة الداخلية الداخلة في ماهية المأمور به كأجزائه أعم من الأركان وغيرها ، وللمقدمة الخارجية دخل في تحقق المأمور به من دون أن تكون داخلة في ماهيته. هذا ملخص الكلام في المقام الأول. وقد سبق الفرق بينهما في أول تقسيم المقدمة إليهما فلا نعيد تجنبا عن التكرار ، وأما الكلام في المقام الثاني ؛ وهو : بيان أقسام المقدمة الخارجية :
١ ـ المقتضي ـ ويقال له السبب أيضا ـ وهو : المؤثر في المقتضى بالفتح ؛ كالنار في إحراق الجسم.
٢ ـ الشرط وهو : ما له دخل في تأثير المقتضي في المقتضى كمحاذاة الخشب للنار ، فإن النار ما لم تكن محاذية لشيء لم تحرقه.
٣ ـ عدم المانع أي : عدم ما يمنع عن تأثير المقتضي في المقتضى ؛ كعدم رطوبة الخشب ، فإن الرطوبة مانعة عن تأثير النار في الإحراق ، فعدمها يكون من مقدمات وجود الإحراق.
٤ ـ المعدّ وهو : ما يقرب المعلول إلى العلة كتهيئة الخشب ، ووسيلة الإضرام ، ونحو ذلك. والحاصل : أن كل شيء توقف عليه وجود شيء آخر في الخارج من دون أن يكون له تاثير فيه ، ولا في تأثير المقتضي فيه فهو معد.
٥ ـ العلة التامة وهي : مجموع المقتضي ، والشرط ، وعدم المانع ، والمعد. فإذا تحقق الجميع فقد تحقق المقتضي والمعلول قهرا بلا فصل زماني ؛ وإن كان يتأخر المعلول عن علته رتبة.