فأجابه بخط يده بما نصه «أصاب ، أصاب فيه فليكمل عمله». أما الجعيدي فإنه
لم يتلق أوامر سلطانية بكتابتها ولم يطلب الإذن بذلك. ربما كانت هذه الأسباب هي التي جعلت رحلته
تبقى مغمورة طيلة هذه المدة ومتحررة من كل القيود المخزنية ..
ومما لا شك فيه
أنه بعد عودته إلى مسقط رأسه سلا ، كشف على ما سجله في رحلته لعلماء بلدته وأصحابه
وخاصة صديقه المؤرخ أحمد الناصري. «.. قيد صاحبنا أبو العلا المذكور رحلته البديعة
المسماة بتحفة الأحبار بغرائب الأخبار قد اشتملت على كل نادرة وغريبة ، وأفصحت عن
صنائع الفرنج وحيلها العجيبة ..» .
ووصفها عبد
الله الجراري «.. رحل إلى أوربا وسواها من البلاد التي زادته اتساعا في معلوماته ،
له تقييد حافل ضمنه مشاهداته وما وقف عليه من عجائب وغرائب برا وبحرا ، يقع في
ثمانية كراريس ..» .
وذكر الأديب
أحمد الصبيحي في كناشته «.. وله اختصار بعض مقالات إقليدس في الهندسة ، وكتاب الرحلة المسمى «تحفة
الأحبار بغرائب الأخبار» وهي نسختان صغرى وكبرى اشتملت الصغرى على أخبار سفره من
بلاد الغرب إلى بلاد الفرنج وما شاهده فيها من العجائب والغرائب وغير ذلك ،
والكبرى على ذلك أيضا وعلى أخبار الفرنج من لدن الهجرة النبوية إلى عصر مؤلفها وضم
لذلك أخبار الدولة العلوية من أولها إلى أواسط مدة مولاي الحسن ـ رحمه الله ـ وكان
هذا السفر مع رفقاء بإذن من السلطان لغرض له ..».
الرحلة الكبرى
ومختصر مقالات أقليدس في الهندسة لم أعثر عليهما رغم البحث الطويل الذي قمت به
بخزانة ولده سيدي عبد القادر الجعيدي بباب حساين بسلا ، كما لا توجد عند حفدته.
__________________