٤٧ ـ تقول ابنتي لما رأتني شاحبا
|
|
كأنّك فينا
يا أبات غريب
|
فرد الألف وزاد
عليها الهاء كما أنث في قوله «يا أمتاه» فهذه ثلاثة أحرف. ومن العرب من يقول : «يا
أمّ لا تفعلي» رخّم كما قال : «يا صاح». ومنهم من يقول «يا أميّ» و «يا أبي» على
لغة الذين قالوا : «يا غلامي». ومنهم من يقول «يا أب» و «يا أمّ» وهي الجيدة في
القياس.
وأما قوله (يبنى إسرءيل) [الآية ٤٠] فمن العرب من يهمز ومنهم من لا يهمز. ومنهم من يقول «إسرائل»
يحذف الياء التي بعد الهمزة ويفتح الهمزة ويكسرها.
باب المجازاة
فأما قوله (وأوفوا بعهدي اوف بعهدكم) (٤٠) فإنما جزم الآخر لأنه جواب الأمر ، وجواب الأمر مجزوم مثل جواب ما بعد
حروف المجازاة ، كأنه تفسير «إن تفعلوا» أوف بعهدكم وقال في موضع آخر (ذرونا نتّبعكم) [الفتح : الآية ١٥] وقال (فذرهم في خوضهم
يلعبون) [الأنعام : ٩١] فلم يجعله جوابا ، ولكنه كأنهم كانوا يلعبون فقال «ذرهم في
حال لعبهم» وقال (ذرهم يأكلوا
ويتمتّعوا ويلههم الأمل) [الحجر : الآية ٣] وليس من أجل الترك يكون ذلك ، ولكن قد علم الله أنه يكون
وجرى على الاعراب كأنه قال : «إن تركتهم ألهاهم الأمل» وهم كذلك تركهم أو لم
يتركهم. كما أن بعض الكلام يعرف لفظه والمعنى على خلاف ذلك ، وكما أن بعضهم يقول :
«كذب عليكم الحجّ» ، ف «الحجّ» مرفوع وإنما يريدون أن يأمروا بالحج. قال الشاعر : [الكامل]
٤٨ ـ كذب العتيق وماء شنّ بارد
|
|
إن كنت
سائلتي غبوقا فاذهبي
|
وقال : [الوافر]
__________________