فصل [في الإرادة]
جمهور أئمتنا ،
والبلخي ، والنظام : وإرادة الله سبحانه لخلقه المخلوق نفس ذلك المخلوق ، ولأمر
عباده نفس ذلك الأمر ، ولنهيهم نفس ذلك النهي ، ولإخبارهم نفس ذلك الخبر.
ووصف الله تعالى
بأنه مريد ثابت عقلا وسمعا.
أما عقلا : فلأنه
خالق رازق آمر ، ومثل ذلك لا يصدر من حكيم من غير إرادة ، وما فعله غير المريد
فليس بحكمة ، والله سبحانه وتعالى حكيم.
وأما السمع فقال
سبحانه : (إِنَّما أَمْرُهُ
إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) وقال تعالى : (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ
الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) .
وكذلك يوصف جل
وعلا بأنه كاره عقلا وسمعا.
أما العقل : فلأن
الحكيم لا يكره إلا ما كان ضد الحكمة.
وأما السمع : فقال
الله سبحانه : (وَلكِنْ كَرِهَ اللهُ
انْبِعاثَهُمْ) الآية.
فإرادة الله [تعالى
لفعله] إدراكه بعلمه حكمة الفعل ، وكراهته جل وعلا إدراكه بعلمه قبح الفعل ،
والمعلوم عند العقلاء أن إدراك المعلوم غير العالم ، وغير المعلوم ، ولا يلزم من
ذلك توطين النفس ؛ لأن التوطين هو النية ، ولا يشك العقلاء أن إدراك المعلوم هو
غير النية] .
__________________