فصل
ويجوز الوقوف في دار العصيان لحبس أو ضعف لما مر ، ولمصلحة عامة ، كوقوف بعوث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بين الكفار لدعائهم ، ولا بد مع ذلك من إذن الإمام إن كان ما لم يقارن مفسدة من انتشار بدعة ، أو خذلان الإمام ، وإلا صار كالإغراء.
كتاب المنزلة بين المنزلتين (٢)
أئمتنا عليهمالسلام والجمهور : والمعاصي صغائر وكبائر.
الخوارج ، والأسفرائيني وموافقوهم : بل كبائر فقط.
لنا : قوله تعالى : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) (٣).
الناصرية ، وظاهر كلام الهادي عليهالسلام في كتاب (المنزلة بين المنزلتين) حيث قال : « وأصحاب الكبائر المنتهكون للمحارم » ولم يفصل
__________________
(١) النساء : ٩٨.
(٢) كان هذا الأصل من أهم أسباب تسمية أهل الاعتزال بهذا الاسم ، وتذكر الروايات أن الحسن البصري سئل عن مرتكب الكبيرة هل هو مؤمن؟ أم هو كافر؟ فقام واصل وقرر أنه في منزلة بين منزلتين ، أي : بين الإيمان والكفر ، والخلاف مشهور في هذا الموضوع بين الخوارج الذين قالوا بتكفير مرتكب الكبيرة ، وبين مرجئة أهل السنة الذين قالوا : إنه مؤمن ، وقد توسط واصل في قوله بالمنزلة بين المنزلتين ، وقد تبع هذا القول أقوال فقهية اختلفت فيها الأقوال كما اختلف في أصلها.
قال في شرح الأصول الخمسة ص ١٣٨ : واعلم أن هذه المسألة شرعية لا مجال للعقل فيها ؛ لأنها كلام في مقادير الثواب والعقاب ، وهذا لا يعلم عقلا ، وإنما المعلوم عقلا أنه إذا كان الثواب أكثر من العقاب ، فإن العقاب مكفر في جنبه ، وإن كان أقل منه فإنه يكون محبطا في جنب ذلك العقاب .. ثم استطرد في الاستدلال لهذا المذهب إلى أن قال : واعلم أن هذا المذهب مأخوذ عن أمير المؤمنين عليهالسلام خاصة ، وعن الصحابة والتابعين عامة ، ولهذا قال أبو حنيفة : لو لا سيرة أمير المؤمنين عليهالسلام في أهل البغي ما كنا نعرف أحكامهم ، فعلى هذا يجب أن نقول في هذا الباب.
(٣) النساء : ٣١.