قلنا : لا فرق عند أهل اللغة بين ذلك ، وبين ما هو اسم لذات باعتبار معنى غيرها إلا أسماء الزمان والمكان والآلة كما مر ، والملجئ لهم إلى ذلك وصفهم الأمور الزائدة على الذات بزعمهم بأنها غير ، نحو العالمية غير القادرية ، أو مثل ، نحو العالمية زائدة على الذات مثل القادرية ، ومنعهم وصفها بأنها قديمة أو محدثة.
قلنا : الفرق تحكم إذ لا مانع من دعوى أن سائر ما توصف به الصفات أحكام مثلها
تمهيد [في الحقيقة والمجاز]
اعلم أن من أقسام الاسم الحقيقة والمجاز.
فالحقيقة لغة : الراية ، ونفس الشيء.
واصطلاحا : اللفظ المستعمل فيما وضع له في اصطلاح به التخاطب.
وتنقسم إلى لغوية (٢) كأسد للسبع ، وعرفية (٣) عامة ، وهي التي لا يتعين ناقلها كقارورة ، وخاصة ، وهي التي يتعين ناقلها كالكلام لهذا الفن ، وشرعية (٤) كالصلاة ، وهي (٥) ممكنة عقلا.
واختلف في وقوعها ، فقال أئمتنا عليهمالسلام ، والجمهور : وهي واقعة بالنقل عن معانيها اللغوية إلى معان مخترعة شرعية كالصلاة.
قلت ـ وبالله التوفيق ـ : وتصح بغير نقل كرحمان على ما سيأتي إنشاء الله تعالى الباقلاني (١) وبعض المرجئة : لم تقع.
__________________
(١) أي : نحو المماثلة والمغايرة ، وهو ما يعقل بين غير وما يجري مجرى الغير.
(٢) أي : حقيقة في أصل لغة العرب.
(٣) وهي ما نقل عما وضع له في أصل اللغة إلى معنى آخر بالعرف ، وهي عامة وخاصة ، كما في المتن.
(٤) وهي ما نقله الشارع من معناه اللغوي إلى معنى شرعي ، وهي نوعان : فما نقله منها إلى أصول الذين فحقيقة دينية ، وما نقله إلى أصول الشريعة فحقيقة شرعية.
(٥) أي : الشرعية.