قلت : [وبالله التوفيق] : وما سمى به تعالى نفسه من الحقائق الدينية (١).
المرتضى عليهالسلام (٢) والبلخي (٣) وجمهور الأشعرية : بل والحقيقة (٤).
قلنا : إذا لامتنع وصفه تعالى بما يحق له ممن عرفه ولم تبلغه الرسل (٥) ولا مانع عقلا القاسم ، وظاهر كلام الهادي عليهماالسلام : وشيء لا يجري على الله تعالى اسما إلا مع قيد لا كالأشياء ؛ ليفيد المدح.
المهدي عليهالسلام ، وأبو هاشم : يجوز بلا قيد مطلقا (٦) إذ يفيد كونه تعالى معلوما.
قلنا : العلم يفيد كون مسماه معلوما ، وليس بمدح كإبليس ـ لعنه الله ـ وإن سلم (٧) إذ لم يفد كونه تعالى معلوما إلا مع قيد لا كالأشياء ؛ لأنه لا يعرفه إلا من لم يشبهه.
أبو علي ، وأبو عبد الله البصري (٨) : بل سمعا فقط ؛ إذ هو كاللقب.
__________________
(١) فإنه مفتقر إلى الأذن السمعي ، وكذا من ذهب إلى أنها مجاز.
(٢) المرتضى : هو الإمام محمد بن يحي الهادي بن الحسين بن القاسم الرسي عليهمالسلام ، الإمام المرتضى المسمى جبريل أهل الأرض ، ولد سنة ٢٧٨ ه وأخذ عن والده مؤلفاته وغيرها ، وكان عالما بالفقه وأصول الدين ، وـ له من المؤلفات في الفقه كتاب الإيضاح والنوازل وغيرهما ، وله في علم الكلام مؤلفات ، وكان زاهدا ورعا ، قام بأمر الإمامة بعد أبيه ، ثم تنحى عنها لأخيه الإمام الناصر ، ومدة انتصابه ستة أشهر ، بعد اعتزاله أغلق على نفسه الباب ، واشتغل بالعلم والعبادة حتى توفي في شهر المحرم سنة ٣١٠ ه رحمهالله.
(٣) وأكثر أصحابه البغدادية.
(٤) وهو قول معتزلة بغداد وأكثر المجبرة ، وهؤلاء هم الذين يقولون : إن أسماء الله توقيفية.
(٥) وهذا بناء على أنه يجوز انفراد التكليف العقلي عن السمعي ، وذكر في الشرح أنه بعيد ، ونسبه إلى الإمام قولا وسماعا ، لقوله تعالى : (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً).
(٦) أي : عقلا وسمعا.
(٧) أي : وإن سلم لكم أن كون الاسم دالا على أن مسماه معلوم يكفي في جواز إطلاقه على الله سبحانه ، فلا نسلم لكم أن لفظ شيء إذا أطلق على الله سبحانه أفاد أن الله سبحانه معلوم.
(٨) أبو عبد الله البصري : هو أبو عبد الله الحسين بن علي البصري من الطبقة العاشرة من طبقات المعتزلة ، حكى عنه القاضي في طبقاته أنه كان شخصية عجيبة ، بخلاف عادة الشيوخ والمدرسين ، إذ كان ينفر عنه