(لا هجرة بعد
الفتح) . قلنا : المراد من مكة شرفها الله تعالى ؛ إذ صارت دار
إسلام كالمدينة ، لا من ديار الكفر لما سيأتي إنشاء الله تعالى.
جمهور أئمتنا عليهمالسلام : وتجب من دار الفسق خلافا للإمام يحي عليهالسلام والفقهاء [الأربعة].
لنا : قوله تعالى
: (إِنَّ الَّذِينَ
تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا
كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً
فَتُهاجِرُوا فِيها) ولم يفصل.
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (لا تحل لعين ترى الله يعصى فتطرف حتى تغير أو تنتقل).
وبيان الاستدلال
به : أن التحريم لأجل العلم مع القرب منه بحيث يتمكن أن يرى المعصية ، وإلا لقال :
حتى تغير أو تغمض.
ومن حمل على فعل
المعصية وجبت عليه الهجرة إجماعا.
أئمتنا عليهمالسلام : ومنه إعانة سلاطين الجور [بالغارة] وتسليم المال إليهم قسرا لما مر قال المنصور بالله عليهالسلام في (المهذب في باب السيرة في أهل الفسق) ما لفظه : « ونحن
لا نشك أن الضعفاء [هم] الذين لبّسوهم الحرير ، وركّبوهم الذكور ، وسقوهم الخمور ،
فأي عون أعظم من هذا ».
وقال عليهالسلام في (باب الهجرة) ما لفظه : « لأن أشد المظاهرة وأعظمها
تقويتهم بالخراج ، وكونهم مستضعفين فيما بينهم لا يخرجهم عن حكمهم ».
أئمتنا عليهمالسلام : ولا رخصة في ذلك إلا للمحاط به ، والمستضعفين من الرجال
والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ؛ لقوله تعالى : (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ) الآية.
__________________