وشأنه عزوجل في يوم الدنيا الابتلاء والاختبار ، وفي يوم الآخرة الجزاء والحساب. وفي الخبر (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) :
[يجيب داعيا ويفكّ عانيا ، ويتوب على قوم ويغفر لقوم](١).
(سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ). (٣١)
قال مقاتل : هذا تهديد بمعنى : سأقصدكم وأعمد إليكم ، كما قال جرير في الموضعين أحدهما :
١١٧٣ ـ الآن وقد فرغت إلى نمير |
|
فهذا حين كنت لكم عذابا (٢) |
والآخر :
١١٧٤ ـ ولما اتّقى القين العراقيّ باسته |
|
فرغت إلى العبد المقيّد في الحجل (٣) |
__________________
(١) الحديث أخرجه البزار وابن جرير والطبراني والبيهقي عن أبي الدرداء عن النبي صلىاللهعليهوسلم في قول الله : كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ. قال : من شأنه أن يغفر ذنبا ، ويفرج كربا ، ويرفع قوما ، ويضع آخرين ، زاد البزار : [وهو يجيب داعيا]. ـ وسأل بعض الأمراء وزيره عن قوله تعالى : (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) فلم يعرف معناها واستمهله إلى الغد ، فانصرف كئيبا إلى منزله ، فقال له غلام له أسود : ما شأنك؟ فأخبره فقال : عد إلى الأمير فإني أفسرها له ، فدعاه فقال : أيها الأمير ، شأنه أن يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ، ويخرج الحي من الميت ، ويخرج الميت من الحيّ ، ويشفي سقيما ، ويسقم سليما ويبتلي معافى ، ويعافي مبتلى ، ويعزّ ذليلا ، ويذل عزيزا ، ويفقر غنيا ، ويغني فقيرا. فقال له : فرّجت عني فرّج الله عنك ، ثم أمر بخلع ثياب الوزير ، وكساها الغلام ، فقال : يا مولاي هذا من شأن الله تعالى.
(٢) البيت في تفسير القرطبي ١٧ / ١٦٨ ؛ واللسان مادة أين ؛ وروح المعاني ٢٧ / ١١١.
(٣) البيت في ديوانه ٢ / ٩٥٢ ؛ ومثلث البطليوسي ٢ / ٣٤٤ ؛ واللسان مادة فرغ ؛ وتفسير القرطبي ١٧ / ١٦٨. وفي المخطوطة : [في الحجاب] بدل [في الحجل] وهو تصحيف ، و[القيس] بدل [القين] وهو تصحيف.