ـ وقيل : إنّ علم النجوم كان حقّا ، وكان من النبوة ، ثم نسخ (١).
قال الضحاك : ثابتا إلى زمن عيسى عليهالسلام.
__________________
(١) ويؤيد ذلك ما أخرجه الخطيب في كتاب النجوم بسند ضعّفه عن عطاء ، قال : قيل لعلي بن أبي طالب : هل كان للنجوم أصل؟ قال : نعم ، كان نبي من الأنبياء يقال له : يوشع بن نون ، فقال له قومه : إنا لا نؤمن بك حتى تعلمنا بدء الخلق وآجاله ، فأوحى الله تعالى إلى غمامة فأمطرتهم ، واستنقع على الجبل ماء صافيا ، ثم أوحى الله إلى الشمس والقمر والنجوم أن تجري في ذلك الماء ، ثم أوحى إلى يوشع بن نون أن يرتقي هو وقومه على الجبل ، فارتقوا الجبل فقاموا على الماء حتى عرفوا بدء الخلق وآجاله بمجاري الشمس والقمر والنجوم ، وساعات الليل والنهار ، فكان أحدهم يعلم متى يموت ومتى يمرض ، ومن ذا الذي يولد له ، ومن الذي لا يولد له ، قال : فبقوا كذلك برهة من دهرهم ، ثم إنّ داود عليهالسلام قاتلهم على الكفر ، فأخرجوا إلى داود في القتال من لم يحضر أجله ، ومن حضر أجله خلفوه في بيوتهم ، فكان يقتل من أصحاب داود ولا يقتل من هؤلاء أحد ، فقال داود : رب ها أنا أقاتل على طاعتك ويقاتل هؤلاء على معصيتك ، فيقتل أصحابي ، ولا يقتل من هؤلاء أحد. فأوحى الله إليه : إني كنت علمتهم بدء الخلق وآجاله ، وإنما أخرجوا إليك من لم يحضر أجله ، ومن حضر أجله خلفوه في بيوتهم ، فمن ثم يقتل من أصحابك ولا يقتل منهم أحد. قال داود : يا رب على ما ذا علمتهم؟ قال : على مجاري الشمس والقمر والنجوم وساعات الليل والنهار فدعا الله فحبست الشمس عليهم ، فزاد في النهار فاختلطت الزيادة بالليل والنهار ، فلم يعرفوا قدر الزيادة فاختلط عليهم حسابهم. قال عليّ رضي الله عنه : فمن ثم كره النظر في النجوم. ـ وأخرج ابن أبي حاتم والمرهبي في فضل العلم عن حميد الشامي قال : النجوم هي علم آدم عليهالسلام. ـ وأخرج المرهبي عن الحسن بن صالح قال : سمعت عن ابن عباس أنه قال : ذلك علم ضيّعه الناس ، النجوم. ـ وأخرج الخطيب عن عكرمة أنه سأل رجلا عن حساب النجوم ، وجعل الرجل يتحرج أن يخبره ، فقال عكرمة : سمعت ابن عباس يقول : علم عجز الناس عنه ، وددت أني علمته. قال الخطيب : مراده الضرب المباح الذي كانت العرب تختص به.