٩٢٤ ـ فقالت : بلى والله ذكرا لوانّه |
|
تضمّنه صمّ الصّفا لتصدّعا (١) |
إلا أن الشعر وأمثاله معلق بشرط لو يكون ، فيجوز أن يقال : إنه لا يكون.
وعرض الله الأمانة قد كان ، لأنه من المحال أن يقول : عرضنا ، ولم يعرضها ، لا مجازا ولا حقيقة. فعند ذلك يقدّر محذوف في «فأبين» ، أي : فأبين خيانتها ، بدليل قوله عزوجل :
(قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ). (٢).
ويكون الأمانة ما أودعها الله في العالم من دلائل التوحيد ، أن يظهروها فأظهروها إلا الإنسان فإنه جحدها وحمل الخيانة فيما حمل من الأمانة.
أو يقال : إنّ هذا العرض بمعنى المعارضة.
أي : عورضت السموات والأرض ، وقويست بثقل الأمانة ، فكانت الأمانة أوزن وأرجح لعظم مقدارها وتغليظ أحكامها (٣).
(فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها).
لم يوازنها.
__________________
(١) البيتان للصمة بن عبد الله القشيري شاعر إسلامي بدوي مقل ، من شعراء الدولة الأموية وأول قصيدته :
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت |
|
مزارك من ريّا وشعباكما معا |
فما حسن أن تأتي الأمر طائعا |
|
وتجزع أن داعي الصبابة أسمعا |
وقال بعضهم : لو حلف حالف أنّ أحسن أبيات قيلت في الجاهلية والإسلام في الغزل قول الصمة القشيري ما حنث. راجع الأغاني ٥ / ١٢٦. وهما في أمالي المرتضى ١ / ٤٢٩ ، ولم ينسبهما المحقق.
(٢) سورة فصلت : آية ١١.
(٣) أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : الأمانة ثلاث : الصلاة والصيام والغسل من الجنابة.