قال : أقرأني أبي بن كعب القرآن ، فأهديت له قوسا فغدا إلى النبي (ص) متقلدها ، فقال له النبي (ص) : من سلّحك هذه القوس يا أبي؟ فقال : الطفيل بن عمرو الدوسي ، أقرأته القرآن ، فقال له رسول الله (ص) : تقلدها شلوة من جهنم ، فقال يا رسول الله : إنا نأكل من طعامهم ، فقال : أما طعام صنع لغيرك فحضرت فلا بأس أن تأكله (١).
بمقارنة هذا الخبر بخبر الإقراء بمكّة الذي رواه الصحابي الخليفة عمر نرى أنّ أهل اليسار بمكّة كانوا يؤون من يقرئهم من المستضعفين بمكّة وفي المدينة كان أهل اليسار يؤون المهاجر الجديد لإقرائه ، ونرى أنّ الرسول يحذّرهم من أخذ هدية ممّن أقرؤه. وعلى هذا يكون الإيواء والإطعام في البلدين على أهل اليسار دون مقابل.
ولم يقتصر تقارؤ القرآن بين الصحابة في الحضر دون السفر ، فقد روى ابن عمر وقال : سافر النبي (ص) واصحابه إلى أرض العدوّ وهم يعلّمون القرآن (٢).
ففي صحيح مسلم وغيره واللفظ لمسلم قال (٣) :
جاء أناس إلى رسول الله (ص) ، فقالوا : أن ابعث معنا رجالا يعلّمون القرآن والسنّة فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لهم القرّاء ـ وفي لفظ البخاري (٤) : من القراء ـ يقرءون القرآن ويتدارسون بالليل يتعلمون.
وفي كتاب التراتيب الادارية ما موجزه :
__________________
(١) كنز العمال ٢ / ٣٤٢ ، الحديث ٤١٩٤.
(٢) صحيح البخاري ٢ / ١١٣ كتاب الجهاد باب السفر بالمصاحف إلى أرض العدو.
(٣) مسلم كتاب الامارة (باب ثبوت الجنة للشهيد) ص ١٥١١ الحديث ١٤٧.
(٤) البخاري ٢ / ١٣٦ كتاب الجزية باب دعاء الامام على من نكث عهدا. وجاء الخبر في خبر بئر معونة بكتب سيرة الرسول (ص) كسيرة ابن هشام ٣ / ١٨٤ ـ ١٨٥.