أخرجاه من حديث عبد الرزاق ورواه ابن جرير عن أحمد بن الفرج عن بقية ، عن عبد الله ابن الزبيدي ، عن الزهري عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم بنحوه.
وقال أحمد أيضا : حدثنا إسماعيل بن عمر ، حدثنا أبن أبي ذؤيب ، عن عجلان مولى المشمعل ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «كل مولود من بني آدم يمسه الشيطان بأصبعه إلا مريم بنت عمران وابنها عيسى عليهماالسلام» (١).
تفرد به من هذا الوجه. ورواه مسلم عن أبي الطاهر ، عن ابن وهب ، عن عمر بن الحارث ، عن أبي يونس ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم بنحوه.
وقال أحمد : حدثنا هشيم ، حدثنا حفص بن ميسرة ، عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «كل إنسان تلده أمه يلكزه الشيطان في حضنيه إلا ما كان من مريم وابنها ، ألم تر إلى الصبي حين يسقط كيف يصرخ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : ذلك حين يلكزه الشيطان بحضنيه» (٢).
وهذا على شرط مسلم ولم يخرجه من هذا الوجه ، ورواه قيس عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما من مولود إلا وقد عصره الشيطان عصرة أو عصرتين إلا عيسى ابن مريم ومريم» ثم قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ).
وكذا رواه محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن عبيد الله بن قسيط ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم. بأصل الحديث.
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الملك ، حدثنا المغيرة هو ابن عبد الرحمن الخزامي ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبه حين يولد إلا عيسى ابن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب» (٣). وهذا على شرط الصحيحين ولم يخرجوه من هذا الوجه.
وقوله : (فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا) ذكر كثير من المفسرين أن أمها حين وضعتها لفتها في خروقها ثم خرجت بها إلى المسجد فسلمتها إلى العباد الذين هم مقيمون به ، وكانت ابنة إمامهم وصاحب صلاتهم فتنازعوا فيها ، والظاهر أنها إنما سلمتها إليهم بعد رضاعها وكفالة مثلها في صغرها.
ثم لما دفعتها إليهم تنازعوا في أيهم يكفلها ، وكان زكريا نبيهم في ذلك الزمان ، وقد أراد أن يستبد بها دونهم من أجل زوجته أختها أو خالتها على القولين. فشاحوه في ذلك وطلبوا أن يقترع
__________________
(١) الحديث رواه مسلم في صحيحه (٤٣ / ٤٠ / ١٤٧). ورواه أحمد في مسنده (٢ / / ٢٨٨ ، ٢٩٢ / حلبي)
(٢) الحديث رواه أحمد في مسنده (٢ / ٣٦٨ / حلبي).
(٣) الحديث رواه أحمد في مسنده (٢ / ٥٢٣ / حلبي).