موثم بن عزازيا بن أمصيا بن ياوش بن أحريهو بن يازم بن يهفاشاط بن إيشا بن إيان بن رحبعان (١) بن داود.
وقال أبو القاسم بن عساكر : مريم بنت عمران بن ماثان بن العازر بن اليود بن أخنز بن صادوق بن عيازوز بن الياقيم بن أبيود بن زربابيل بن شالتال بن يوحينا بن برشا بن أمون ابن ميشا ابن حزقيا (٢) بن أحاز بن موثام بن عزريا بن يورام بن يوشافاط بن إيشا بن إيبا بن رحبعام بن سليمان بن داود عليهالسلام (٣). وفيه مخالفة لما ذكره محمد بن إسحاق.
ولا خلاف أنها من سلالة داود عليهالسلام وكان أبوها عمران صاحب صلاة بني إسرائيل في زمانه ، وكانت أمها وهي حنة بنت فاقود بن قبيل من العابدات ، وكان زكريا نبي ذلك الزمان زوج أخت مريم أشياع في قول الجمهور ، وقيل زوج خالتها أشياع فالله أعلم.
وقد ذكر محمد بن إسحاق وغيره أن أم مريم كانت لا تحبل فرأت يوما طائرا يزق فرخا له فاشتهت الولد فنذرت لله إن حملت لتجعلن ولدها محررا أي حبيسا في بيت المقدس.
قالوا : فحاضت من فورها فلما طهرت واقعها بعلها فحملت بمريم عليهاالسلام (فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ) وقرىء بضم التاء (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى) أي في خدمة بيت المقدس ، وكانوا في ذلك الزمان ينذرون لبيت المقدس خادما من أولادهم.
وقولها : (وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ) استدل به على تسمية المولود يوم يولد ، وكما ثبت في الصحيحين عن أنس في ذهابه بأخيه إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فحنك أخاه وسماه عبد الله. وجاء في حديث الحسن عن سمرة مرفوعا «كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويسمى ويحلق رأسه».
ورواه أحمد وأهل السنن وصححه الترمذي. وجاء في بعض ألفاظه : «ويدمى» بدل ويسمى وصححه بعضهم والله أعلم.
وقولها : (وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) قد استجيب لها في هذا كما تقبل منها نذرها ، فقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «ما من مولود إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مسة الشيطان إلا مريم وابنها» ثم يقول أبو هريرة : واقرأوا إن شئتم «وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم» (٤).
__________________
(١) و : رخيعم.
(٢) م : حزنا.
(٣) الحديث رواه أبو داود في سننه (١٦ / ٢١). ورواه الترمذي في سننه (١٧ / ٢١). ورواه النسائي في سننه (٤٠ / ٥). ورواه أحمد في مسنده (٥ / ٧ ، ١٢ ، ١٧ ، ٢٢). ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده (٩٠٩).
(٤) الحديث رواه البخاري في صحيحه (٦٠ / ٤٤ / ٣٤٣١ / فتح). ورواه أحمد في مسنده (٢ / ٢٧٤ / حلبي). والآية من سورة آل عمران الآية ٣٦.